لا زال المواطن يستبشر خيراً بتولي الدكتور عبدالله الربيعة منصب وزير الصحة ويتأمل أن ينال مشرطه تلك السلبيات بوزارته فلا زالت معاناة المواطن كما هي فهناك من صنع سريراً لنفسه لعدم وجود أسرة بالمستشفيات الحكومية وهناك من قد فارق أهله وودع أهله بعد إرادة الله بسبب عدم وجود سرير وهناك من يلهث خلف مواعيد أصبحت كمواعيد عرقوب مما دفعه إلى اللجوء إلى تلك المستشفيات الخاصة التي لاترحم وتُركت تسرح وتمرح ولم تنلها عين الرقيب فالربح المادي هدفها وعذرها تكاليف تجهيزاتها وأجور أطبائها!! . لك أن تتخيل عزيزي القارئ تلك المبالغ الهائلة التي تنتزعها من ذلك المواطن الذي لم يوفر التأمين الطبي له ولأسرته والمغلوب على أمره والذي لم يجد مناصاً من اللجوء إليها في ظل سوء خدمات الكثير من مستشفياتنا الحكومية وطول إنتظار مواعيدها . لك أن تتخيل عزيزي القارئ حجم المعاناة لذلك المواطن الذي يرى بأم عينيه كيف ان الأجنبي أفضل منه في تلقي العلاج فالشركات والمؤسسات هي التي تدفع من ألف إلى مائة ألف عليه وعلى أفراد أسرته . قصص كثيرة تحكي صور الإستنزاف والإستغلال عن تلك المستشفيات الخاصة فلاتحديد أسعار ولا قرارات وزارية نالتها وكيف تنالها و مستشفيات الوزارة عاجزة كل العجز عن مجاراتها في خدماتها وإمكانياتها المادية والبشرية ؟! الصحة تاج على رؤوس الأصحاء عبارة نفتقدها يا معالي الوزير فلا مراكز صحية ذات خدمات جيدة ولا مستشفيات حكومية ذات إمكانيات هائلة إلا اليسيروالعسير ولازالت السلبيات الصفة السائدة على الكثير من مستشفياتنا . يامعالي الوزير..أنظر إلى حال أحد المواطنين الذي أضطرته الظروف للجوء إلى إحدى المستشفيات الخاصة في ظل عدم وجود أكفاء بمستشفياتنا الحكومية فخسر كل ما يملك في سبيل الحفاظ على صحة مولودته فمجرد بقاء الطفلة ليلة واحدة بالحاضنة يكلف خمسة ألاف ريال وقد رضخ للأمر الواقع بسبب عدم تمكنه من نقلها إلى مستشفى حكومي لندرة وجود الحاضنات ناهيك عن تبعات ولادة الأم وبقائهاخلال أيام الولادة حتى ركضه خلف طلب العون من الشؤون الصحية أصطدم بعقبة المواعيد فكلمة راجعنا بكرة تتكرروعدم الإجابة على إتصالات المواطن والمستشفى ينتظر وسكينه حادة فقد أمن العقاب وماعلى المواطن المغلوب على أمره سوى الدفع في سبيل توفير السلامة لطفله أو طفلته . هناك مواطن آخرأكتسحت المياه الزرقاء عينيه وكاد أن يعمى وهوحبيس قائمة الإنتظار فلجأ إلى تلك المستشفيات الخاصة لإنقاذ مايمكن ودفع بعض تحويشة عمره فالعين لاتقدر بثمن . و هناك مواطن آخر أتجه للخارج لإنقاذ أسنانه المتساقطة فقائمة الإنتظاربمستشفياتنا طويلة ومابقي في الأسنان بقية وإن فات الفوت لاينفع الصوت وماعليه سوى الذهاب إلى الخارج فالتكلفة زهيدة ولا تقارن بالمستشفيات التي عندنا ناهيك عن جودة خدماتها وكفاءة أطبائها.. ماذا أحكي فالصور والمآسي كثيرة ولاتستوعبها الصفحات وكل مانحتاجه فعلاً هوحمل مشرط معاليكم الذي كنت فيه ماهراً وإستئصال العيوب من مستشفياتنا أولاً ثم إستئصال طمع واستغلال بعض المستشفيات الخاصة التي أمنت العقوبة فاستفحل داؤها فهل ياترى يصل صوتي هذا بل وصوت كل مواطن وتتطور الخدمات الصحية عندنا ؟؟ أتمنى ذلك . عبدالله علي جريد-المخواة