وهذه قضية تشير إلى الجانب المظلم في شخصيات كثير من أبناء هذه البلاد التي تعتز بخصوصيتها المستمدة من الكتاب والسنة. مشكلتنا التركيز على تدريس مسائل العبادات.. من سن السادسة حتى التخرج من الجامعة، على حساب مسائل المعاملات وعبادات القلوب التي ترتكز على مبدأ التقوى التي هي سبيل النجاة لا غير: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}. ولا جدال أن قوة اليقين بذلك اليوم ليست كما ينبغي، وإلا لما حصدنا كل هذه الثمرات المرّة التي تطل علينا ليل نهار، ولا مؤشر على تراجعها. إنها قصة سيدة مواطنة تزوجت فوهبت لحياتها الجديدة كل تضحية ممكنة، لزوجها وبيتها وأطفالها. اشترت مع زوجها أرضاً ثم سلّمت ورثا لها تجاوز مليوني ريال لرفيق دربها كي يبني العش السعيد، ففعل، ثم تبدلت الأحوال فافترقا وترك لها الأولاد، فبقيت في البيت ظناً منها أن الزوج يعلم أنها دفعت النصيب الأكبر من دار تضم فلذات أكباده. لكن الزوج الذي يظن (يوم الرجوع إلى الله) بعيداً جداً طعنها في الخلف، إذ رهن البيت دون علمها مقابل مليون ريال ثم عجز عن السداد، فذهب البيت إلى المالك الجديد، الذي باعه إلى آخر وانتهى الحال بمن يطرق الباب مطالباً بإخلاء الدار. أما الزوج الحريص على مكانته الاجتماعية، فتزوج بمال غيره، وكأنه لم يفعل شيئاً ولم يحطم أسرة ولم ينس الفضل الذي كان بين نفسين هو أحدهما. هذه عينة واحدة أعلم حقيقتها لأن شقيق الزوجة زميل جامعي كريم من عائلة كريمة قال لأخته في أيام الصفاء: لماذا لا توثقين نصيبك في البيت، فردت عليه: (عيب هذا أبو العيال). لكن أبو العيال لم يكن في مستوى التوقعات ولا على قدر المسؤولية ولا على مستوى الذكاء الذي يمنعه من خزي فاضح يوم (الرجوع إلى الله). ما أشد ظلم ذوي القربى، وما أبشع خيانة الثقة الموكلة إلى أقرب الناس، إلى الذي كان حبيباً يوما ما، فأصبح خصيماً سيقف يوم تجتمع الخصوم وتظهر الأدلة وتُكشف الحقيقة!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain