قال الضَمِير المُتَكَلّم : إن قضية الاختلاف في الرأي سنة ماضية إلى يوم القيامة, والعبرة في كيفية التعامل معها وفي احترامها , لكن ما يهمنا هو الوصول لمرحلة من احترام الاختلاف ، لا نشترط فيها الاتفاق . لقد شهدت السنوات الأخيرة صراعات فكرية متنوعة شاءتها الأقدار وساقتها إلينا الأفكار , فظهرت بعض القضايا على الساحة تصدى لطرحها عدد من الكتاب , وانبرى للرد عليها عدد من العلماء والمفكرين والمثقفين , ثم ما لبث أن وصل الخلاف إلا التهجم , وممانعة الآخر ، وعدم قبول له. فمن تأمل بعقله وجد أن السواد الأعظم من الكتاب لا يطرحون الرأي قناعة به ؛ بل تشفياً للمخالف وإبعاداً لرأيه حتى ولو كان صواباً . للأسف بعض هؤلاء الكتاب نذر نفسه للدفاع عن قضايا معينة وفق قناعاته , لكنه لا يقبل بأن يُناقش فيها أو أن يعترضه فيها أحد , بل يستبق الأحداث أحياناً، ويجعل في مقدمة كلامه هجوماً على مخالفيه , بينما المنصف يشهد بأن الآخر يقبل المحاورة والنقاش والرجوع للحكم العدل . إن قضية تمادي بعض الكتاب في صحفنا على المخالفين لهم ؛ هو دليل انهزامية وخذلان , ولو صدقوا الادعاء لقارعوا الحجة بالحجة والدليل بالدليل لكن بضاعتهم في هذا قليلة ، ورأس مالهم هو ادعاء أن الغالبية معهم ، وأن المجتمع بجانبهم ,ولم أعلم واحداً منهم انبرى لقضية يتبناها وطلب أن يناظر فيها مخالفيه , إنما أعذارهم في هذا كثيرة وإقفالهم لأبواب الحوار ليست بالجديدة . إننا حينما نطلب أن يحترم المخالف نطلب احتراماً للإنسانية التي يتبجح بها هؤلاء الكتاب , لم أقرأ إنصافاً لمخالف قط , إنما كلام مطيته الكذب . أريد منكم معاشر الكتاب أن تحترموا عقولنا ، وأن تحترموا ما نُقِرّه من أفكار , وصفتمونا بالرجعية والتخلف مراراً , والتشدد على لسان أحدكم ليلاً ونهاراً , أخذتم مبادرة أن المجتمع يريد ونحن معارضون , المجتمع مستنير ، ونحن ظلاميون , وكل هذا ونحن في معزلٍ عنكم , لا مجال لنا لأن نتحاور معكم , لأن الأبواب أنتم سدنتها وترفضون أن نلج معكم , لذا لا نستغرب أن نرى ممن ينتسبون إلينا ترحبون بهم لأنهم وافقوكم على بعض ما تريدون , وكل هذا دليل على إقصائيتكم , والتي لا تتواءم مع مَن يدعي الحرية . والأيام كفيلة إن كان في العمر بقية لبيان حقيقة الإقصاء الذي يقوم به بعض الكتاب , سأختلف مع هؤلاء الكتاب كثيراً ؛ لكن أرجو أن يحترموا رأيي ولا يصادروه .. وهذا ما لا أتوقعه . ما سبق ( نَصّ ) ما بعثه ( الأستاذ بندر الثبيتي من الطائف ) ؛ ومعه أتساءل هل الكتاب فعلاً إقصائيون وديكتاتوريو الرأي ؟! رأيكم أعزائي دام عِزكم !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain