حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين من الفتن التي يكثر فيها القيل والقال. وكل ما يصرفهم عن طريق الصواب. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام إن من منّة الله على أهل الإسلام أن وحّد لهم مصدر التلقي فلا اضطراب في تلقي حقائق العقائد والأحكام وسبل الهدى، فالمصدر هو الوحي المعصوم الثابت بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضاف يقول إن من معالم الهدى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين يخبرنا عن حلول الفتن واضطراب الأحوال وأنباء الهرج والمرج وحوادث آخر الزمان وأشراط الساعة فليس من أجل التخويف والإنذار وحده، ولا لمجرد الإخبار باقتراب آخر الزمان، بل لأجل الاشتغال بالعمل وبذل مزيد من الصالحات. ودعا إلى التأمل فيما تفعله وسائل الإعلام في صرف الناس وانشغالهم بمتابعتها ليلا ونهارا، يشغل بها المبتلى نفسه وفكره وأصحابه في تحليلات وتعليلات وتخيلات وهو ليس فيها من قبيل ولا دبير، متسائلا هل هذا خير أم انصراف المرء إلى الإحسان في عمله ومسؤولياته المؤتمن عليها والمسؤول عنها والمحاسب عليها. وأكد ان العبادة في أزمان الفتن تتجلى في البناء والاشتغال بالعمل الصالح والعبادة والإصلاح ونصرة الدين وجمع الكلمة والتحذير من الفرقة وصدق في العلاقات وصفاء في القلوب وحب في الخير والنصح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. ** وفي المدينةالمنورة عدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم مناقب رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله سبحانه وتعالى كرّم بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، فكانت حياته عليه الصلاة والسلام عبادة وشكر ودعوة وحلم وابتلاء وصبر، فحلّ فيها بخلق سامٍ وفأل محمود، شمائله عطرة وسيرته حافلة بالخير لأمته، فما من خير إلا رغب فيه وما من شر إلا حذّر منه، قضى قريبا من نصف عمره يدعو لأمر واحد هو أعظم أمر أمر الله به ، من لم يستجب له فيه خلده الله في النار وحرم الجنه عليه. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن الرسول عليه الصلاة والسلام كثير التعبد لله قام بالطاعات والعبادات خير قيام، قدماه تتشقق من طول القيام، في ركعة واحدة قرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، وكان جميل الصوت في تلاوة القرآن، وكان خاشعا لله، يصلي وفي صدرة أزيز كأزيز النرجة من البكاء، ولسانه لا يفتر عن ذكر الله. وبين فضيلته أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب الصلاة ويوصي بها، كما كما كان يحث صغار الصحابة على نوافل الصلوات، وكان يقينه بالله عظيم ، موقن بأن كلام الله فيه شفاء، إذا مرض يرقى نفسه بكلام الله، معظماً للرسل من قبله وناهيا عن إطرائه وتعظيمه، عف اليد لم يضرب أحدا في حياته، طلق الوجه، واصل لرحمه، صادق في حديثه، قاض لحوائج المكروبين، بار بوالدته، زار قبرها وبكي وأبكى من حوله. وقال إن من أصول الشهادة له بالرسالة ألا يعبد الله إلا بما شرع، ومن محبته قراءة سيرته ومعرفة هديه في كل حين ونشر دعوته في الآفاق، وأن يدعو المسلم لما دعا إليه من التوحيد وأوامر الدين ومحاسنه وفضائله، ومن جعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوته في عباداته ومعاملاته نال الفلاح والرضا.