"لم أكن أعلم أنني سأصل إلى العالمية بخطوط رسمتها شقاوة الأطفال وأهازيجهم".. هكذا بدأت الدكتورة ملحة عبدالله سيدة المسرح السعودي الحائزة على جائزة اليونسكو في المونودراما، في حفل تكريمها بقرية عش سقارة بالهرم بمصر مؤخرًا.. وأشارت ملحة في سياق حديثها إلى أنها لم تكن تتوقع فوزها بالجائزة، معبرة عن فرحتها بالفوز بالمركز الأول عن النص المسرحي «العازفة» في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما في نسختها العربية، التي نظمتها هيئة الفجيرة للثقافة وقالت ملحة: لم أكن أعلم وأنا أتقافز على سفوح جبال عسير مع الكادي والبعيثران وأشق عباب غيوم تهلل والصحن وجبال تمنية، وألتقط حبيبات الندى كل صباح أنني سأصل إلى العالمية بخطوط رسمتها شقاوة الأطفال وأهازيجهم. ولفتت د.ملحة إلى أنها استطاعت من خلال نص "العازفة" أن تعكس هموم المرأة العربية دعما للحركة الإبداعية السعودية على كافة المستويات. ورداً على مداخلة حول بعض المشاكل التى تواجه المرأة السعودية على وجه الخصوص والمرأة العربية بصفة عامة فيما يتعلق بالعنوسة ومشكلة قيادة المرأة للسيارة، قالت ملحة: إن هموم المرأة أصبحت كثيرة ومن خلال نص العازفة شرحت قضايا التمييز بين النساء العربيات وحيرة المرأة بين العولمة وبين تمسكها بمبادئها وتقاليدها، مبينة أنها أنجزت بحثًا تحدث عن العنوسة نشر فى جريدة دورية فى 12 حلقة. وأرجعت د. ملحة فوزها بالجائزة إلى الجهد الكبير والمتلاحق الذى لعبته خلال تواجدها فى مصر قائلة إن هذه الجائزة تتقاسمها معى روافد تكونت ودرجت على أرض مصر وتجولت في أكاديمية الفنون في القاهرة وكيف أمضيت 20 عاما ما بين الندوات والمسارح والورش المسرحية والحفلات الموسيقية والمسرحية وبين مكتبات القاهرة والاسكندرية. ومن جانب كشفت الدكتور ملحة عن أنها صعقت من إعلان الأمريكيين بأنهم سوف يقطعون المعونة عن مصر، وتساءلت في دهشة كيف لمصر أن تعيش على معونة من أحد وهي أم الدنيا؟ وأنها لم تهدأ سريرتها إلا بعد أن قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالإعلان عن حزمة مساعدات سعودية تجاوزت أربعة مليارات دولار، منوهة بمواقف خادم الحرمين الإنسانية ، ودوره في رعاية المثقفين والموهوبين في المملكة، ودوره البارز في نهضة المرأة السعودية ووصولها إلى أعلى المناصب. وحظيت مسرحية "العازفة" حسب عضو لجنة التحكيم الفنان الإماراتي عبدالله راشد بإجماع لجنة التحكيم لما تتميز به من خصوصية في اللغة والحس العالي في الكتابة الفنية، إضافة إلى طرحها الإنساني الذي يربط البيانو والعزف بالحوار الداخلي للشخصيات. يذكر أن لجنة التحكيم يرأسها الناقد عبدالعزيز السريع من الكويت، وتضم في عضويتها كلا من الكاتب يسري الجندي من مصر، والفنان أسعد فضة من سوريا، والناقد عبدالكريم برشيد من المغرب، والفنان عبدالله راشد من الإمارات، وكانت اللجنة قد عقدت مجموعة من الاجتماعات المكثفة في الفجيرة والقاهرة لمناقشة هذه الأعمال واختيار الفائز منها.