يتكالب على الأطفال قوى الشر والظلم من كل حدب وصوب، بدءًا من البيت، وإهمال بعض الأبوين، أو كليهما، وإسناد العناية بهم إلى عاملة المنزل، أو ما يتعرّض له الأطفال من جرّاء أيّ نزاع ينشب بين الوالدين، ويُلقي بظلاله الثقيلة عليهم. إذا سلم الأطفال من شر بعض الأبوين، فلن يفلتوا من البيئة العامة، وفي طليعتها القنوات الفضائية، والوسائل الإعلامية الأخرى، فمَن يستهدفهم بالشر يغلب مَن يستهدفهم بالخير؛ بسبب طغيان النظرة المادية على المبادئ والقيم، ويتساءل البعض: أين ذهبت الجرعات القوية والمتلاحقة للتعاليم الإسلامية، وجهود الدعاة، وخطباء المساجد؟ ودون الخوض للبحث عن الإجابة، فلعلّ بعضًا من الأئمة في المساجد، وبعض العلماء ممّن يشجعون على التعدد، وكثرة النسل، يقع الأطفال ضحية لهذه الفئة ممّن لا يعبأون بالنتائج المترتبة على كثرة النسل، لا سيما إذا اقترنت بالفاقة، أو الإهمال. مرة أخرى الأطفال ضحايا جهات عديدة: أفراد، جماعات، مؤسسات، شركات...الخ، ولا بد في هذا السياق من تقديم التحية والتقدير إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي أخذت على عاتقها قبل سنوات مهمّة حجب المواقع الإلكترونية الإباحية التي تستهدف كل شرائح المجتمع، والأطفال من بينهم. وكنتُ أقرأ في بعض الصحف العالمية نقدًا لاذعًا على تدخل الدولة السعودية فيما اسمته الحرية الشخصية، وتفويض جهات الاختصاص بحجب المواقع، واليوم استيقظت الشعوب متأخّرةً لتنادى بضرورة تدخل الجهات المعنية بالتقنية لحجب المواقع السيئة التي تستهدف الأطفال.. (لاحظوا هم يحرمون المواقع التي تستهدف الأطفال فقط)، وأحسب أن الوقت قد يحين عمّا قريب ليؤكدوا أهمية حجب المواقع الإباحية حتى عن المراهقين والكبار، وأجدها مناسبة لأحيي هيئة الاتصالات السعودية، لا على حمايتها عملاء شركات الاتصالات؛ لأنها أخفقت في هذه المهمة، ولكن على توليها الآن مسؤولية حجب الموقع الإباحية بدعم من الدولة. وأختم بما بعثه لي المهندس مشعل القاضي، أحد كبار المسؤولين في هيئة الاتصالات والمشرف على حجب المواقع الإباحية على بريدي الإلكتروني، والذي تضمن بأن سبع دول، والإنتربول يوقفون 230 موقعًا كانت تروّج إباحية الأطفال، مع حملات مداهمة، واعتقال، وسجن لأصحابها وزائريها. وقد كان يزور هذه المواقع الشريرة متصفّحون من 132 دولة، وقد بدأت حملة المداهمات لمنازل هؤلاء العملاء في مختلف تلك الدول؛ لإيقافهم، ومحاكمتهم، مستعينين بذلك بمعلومات بطاقات الائتمان التي استخدموها. الحملة أثمرت عن مئات الإدانات لقادة تلك العصابات في الولاياتالمتحدة، وأوروبا الشرقية تحديدًا. كم هو جميل أن تتحرك الدول الإسلامية للمشاركة في هذه الأعمال، وقد كانت الإماراتالمتحدة إحدى الدول السبع وشاركت في هذه الحملة، وأصبحت لها عضوية دائمة في المؤسسة الأمنية الدولية. دعونا نستيقظ جميعًا لحماية جيل اليوم، ومستقبل الغد، ونستشعر مسؤوليتنا بكل قوة، ونكافح قوى الشر؛ لنضعف تأثيرها. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain