الشائعات من أخطر الأمراض التي تفتك بجسد الأمة والمجتمعات لما لها من تأثيرات نفسية ومعنوية وكيدية توغر الصدور وتشعل الفتن وتحرض على الشحناء والبغضاء..وهي أمراض تستهدف الإنسانية وتصيبها في مقتل ولذلك كان حرّياً بنا التصدي لها ودراسة أسبابها وبواعثها .. وقد وقف الإسلام ضد هذا السلوك وعدّه منافياً للأخلاق النبيلة والسجايا الكريمة كما حذّر من الغيبة والنميمة والكذب والبهتان والقيل والقال وإطلاق عنان اللسان قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) النور19 ويلاحظ التعجيل في عقوبة هذا الفعل في الدنيا قبل الأخرة لعظم الذنب فلابد أن يذوق الكاذب المشيع للزور من الكأس الذي يسقى منه الناس كما حث الشارع الحنيف على التثبت في نقل الأخبار قال تعالى في سورة الحجرات(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) وقال (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ثم قال جلّ شأنه في حق الظن(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) كما وذمّ الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه الظن فقال في حديث الشيخان (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) وقال عليه السلام في صحيح مسلم(كفى بالمرء كذبا(وفي رواية إثماً) أن يحدث بكل ما سمع) وصدق الشاعر حين قال وما آفة الأخبار إلاّ رواتها.. ومن أهم الوسائل لمحاربة الشائعات هو تربية النفوس على الخوف من الله والتثبت في الأمور فالمسلم الذي يتقي الله يخشاه ولا يحدّث عن أحد بسوء ولا ينقل عنه فلا يكون ناعقاً يقول ما يسمع بل حريصاً على التحقق والتبين وطلب الحجج الواقعية والأدلة الموضوعية قبل أن يصدق أو ينقل وإلا فإنه قد ساهم في الإثم غير أن البعض من الناس قد جبلوا على ذلك فهم حين يستمعون لأولئك الواشين الفاسقين الذين يستمرئون الكذب على الناس والترويج عنهم لدرء السوء والعيب والفشل عن أنفسهم- فحين يستمعون إليهم هم أحد الأصناف التالية: فإما كانوا حاقدين على من صدرت بحقه الوشاية أو البهتان فيقع ذلك موقع الشماتة والكيد والفرح في نفوسهم فيمعنون في نقل السوء وتجدهم غير حريصين على التحقق من الأمر لان الوشاية فرصة لهم للنيل من الحاقدين عليهم و لن يضيعّوها.. وصنف مريض يحب الكلام والنقل والشائعة وقد أصاب هذا المرض اليوم حتى الرجال بعد أن كان حكراً على النساء ..وهذا الصنف يتلذذ بنقل الأخبار والزيادة عليها فتجد المرأة بمجرد أن تتلقى الشائعة لا تضع الهاتف وتغلقه حتى ترفعه وتخبر الأخرى وهكذا..أما الصنف الثالث فهم الذين يكون عندهم ثأر أو حقد حتى على الواشي والناقل والكاذب فينقلون عنه سخرية عليه وشماتة فيه وإشعالا للفتنة بينه وبين من يشي به ويتكلم عنه ويفتري عليه ولذلك يحقق النقل في نفوسهم مأرباً وفرصة يستغلونها والغريب في أمر الناس في أكثر المجتمعات اليوم أنهم يعانون من هذا الداء الخطير ويستسهلونه ولا يدركون حجم مخاطره حتى يقعوا فيه والعاقل الحصيف هو الذي يفطن إلى ذلك فالقاعدة الاجتماعية المعروفة تؤكد أن من نقل إليك وتكلم عن أحد ووشى به عندك ونال من سمعته وسلوكه سوف ينقل عنك ويشي بك وينال منك بالسوء والبهتان.. أما الواشون الذين اعتادت نفوسهم على الخداع والكذب والمكر والبهتان لضعف إيمانهم وتعلقهم بالدنيا والتجاهل عن عقاب الآخرة يوم ملتقى الخصوم عند الديان هم الذين يدارون فشلهم وانهيارهم وسوء أخلاقهم بالشكوى والكذب والنيل من الآخرين واتهامهم زوراً والترويج عنهم بالباطل.. إنها أمراض فتكت بالمجتمع وبالأمة.. والإسلام منها براء فقد أكد المصطفى صلوات الله عليه أن المسلم لا يكون كذاباً أبداً ولقد كتبت مقالاً كاملاً في مخاطر الكذب الذي يورد المرء كل المهالك.. وما أكثر الأخوة والزملاء الذين وقعوا ضحية الافتراءات والبهتان بغير وجه حق بعد أن ابتلوا بأناس لا يتقون الله و يستمرئون الكذب والزور والشكوى المغرضة وأخرهم الأستاذ الجامعي الذي ظهرت براءته واتضح أن كل ماتعرض له كان تدبيراً ومخططاً وكيداً من الذين لا يتقون الله.. فكان الله في عونه وأقول له بعد التهنئة ببراءته.. (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْ صَادِ) قال تعالى(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)سورة الأنفال... دوحة الشعر... جهلوا بأن الله راصد مكرهم وغداً يحاسبهم على الأشهاد [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (45) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain