أيتها الراكضة على مدّ الحياة تفترشين شمسها..فينسلّ الدفء خيوطاً يكتسي منها الأنامُ دفء الحياة،وينبعث النور شفافية تشرئب بها الأرواح فتتجلى على وهجه خارطة الذات هي ذات الخارطة التي تشقين مدائنك العطرية خلالها...أيتها النابضة بكل الأحياء..حتى الأشياء تستنطقين فيها العطاء حين تبثّينها نبضك،نعم كل الأحياء والأشياء بك تنعم في أجمل حالات الصفاء.. ياأنت:يالغة الكون الرحيب،ويا ريحانة الفكر الخصيب...أخصّك يامن تنادين باسم النساء وتطالبين نيابة عن البنات..حريّة وحقوقاً من ولّاك أمر مطالبهن وحاجاتهن؟ليس إلا نفسك التي بين خافقي الهوى والنزغ تهتف بتلك المطالب زاعمة أنها معبرة عنهن. أيتها الرافلة على حدّ المطالبة بقيادة المرأة للسيارة :اهدئي، وأسكني كلَ حماستك وانفعالاتك مع كأس توت أو حبّات من عنب ،وزمّي إليك أوراق كل الايام التي مضت مسجلَة فيها ردود الفعل من المجتمع وشرائحه الدينية والاجتماعية رجالاً ونساءً ومن قبلهم ولاة الأمر_سدد الله خطاهم_والقائمين على مصلحة البلاد والعباد من العلماء الربانيين الذين يرجحون المصالح من اجل اصلا ح مجتمع وأمة خصّها الله وميزها عن سائر الأمم والمجتمعات.واعلمي ياسيدة المطالب أنه مهما كانت دراسة مطالبك وحاجاتك فردود الفعل المضادة لمطالبك مدروسة وعلى نهج قويم للحياة،دراسة ليست من وضع أنظمة وقوانين مستجدة بل دراسة تفتحت الأعين والبصائر عليها قائمة بكل مطلب وحاجة، متسعة وشاملة لكل زمان ومكان،أساسها نصوص قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال سلف هدوا إلى الحق والنور المبين فاتبعوه.فاهدئي وعودي إلى رضيع وصغار ملّت رئتاهم رائحة الوافدة خادمة كانت أومربية حتى اشرأبوا بتلك الرائحة ففاضت على أجسادهم،عودي إلى مراهقين ومراهقات في بيتك يشقون دروب الحياة تتناوشهم سهام السلوكيات الخاطئة كالشذوذ والهروب بالجسد أ والفكر الى عالم يحتويهم ،فكم تتطلب متابعتهم واحتواء (مطالبهم وحاجاتهم) من جهد فكري وجسدي منك،عودي الى شباب وشابات ترتسم معالم الحياة الزوجية على مدّ واقعهم...من يأخذ بها وبهم الى مسارات التوفيق والسداد والسعادة إن لم تقض أنت الوقت معهم وبينهم.عودي إلى زوج قبل كل أولئك يشتاق الى جلسة صفاء تنشطر على حدها كل الهموم والضغوط لتهمي أوشال الابتسامة واللطف والمداعبة..يحنّ الى ملكة مملكته في كل ناحية فيها لمستها، وعطرها يملؤ حناياه ،عودي إليه ليعود اليك مسؤولاً وقيماً وقائماً على شؤونك،عودي الى كفتي الحياة موزونة العطاءات داخل البيت وخارجه هكذا..فأنت لغة الحياة وجمال الأكوان. * أديبة وشاعرة [email protected]