نشأت المكتبة العامة في مكةالمكرمة قبل حوالي أكثر من 35 عامًا، وتضم بين رفوفها أكثر من 50 ألف كتاب في مختلف الفنون والمعرفة، وتقدم خدماتها لجميع فئات المجتمع.. «الأربعاء» زار المكتبة والتقى مديرها خالد بن عطية الحربي، وكان هذا الحوار حول كل ما يتعلق بالمكتبة ونشأتها وخدماتها.. 35 عامًا من العطاء في البداية يحدثنا مدير المكتبة عن تاريخ تأسيسها، فيقول: أنشئت هذه المكتبة في عهد وزارة المعارف في عام 1397ه أي قبل أكثر من 35 عامًا، وهي تعتبر إحدى المؤسسات الثقافية الهامة بمكةالمكرمة التي تم تأسيسها إدراكًا من وزارة المعارف -آنذاك- لحاجة المجتمع السعودي بصفة عامة والمجتمع المكي بصفة خاصة والحجّاج والعمّار والزوّار للتزود بالعلوم والمعارف المختلفة، وتولت وزارة المعارف الإشراف على هذه المكتبة حتى بعد تغيير مسماها إلى المسمى الحالي (وزارة التربية والتعليم)، واستمر ذلك حتى عام 1424ه عندما أُسندت الأمور الثقافية إلى وزارة الإعلام تحت مسماها الحالي وزارة الثقافة والإعلام حيث انتقلت مسؤولية الإشراف على المكتبات إلى وزارة الثقافة والإعلام بحكم الاختصاص. 50 ألف كتاب وحول عدد الكتب التي تضمها المكتبة يقول الحربي: تحتوي المكتبة على العديد من أوعية الثقافة والمعرفة والمعلومات في كافة المعارف والعلوم بما في ذلك الدوريات الثقافية العامة والمتخصّصة والصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، وموجودات المكتبة من خمسين ألف وعاء معلوماتي ومعرفي في شتى العلوم والمعارف. الجديد من الكتب وحول الطريقة التي تحصل بها المكتبة على الكتب والدوريات والصحف اليومية والمجلات، أوضح الحربي بقوله: تتولى وزارة الثقافة والإعلام، بحكم إشرافها على المكتبات العامة في عموم مناطق المملكة، تزويد هذه المكتبة وغيرها من المكتبات العامة وبشكل دوري بالجديد من الكتب والدوريات والصور وغيرها من الأوعية المعلوماتية السمعية والبصرية. رواد ومناشط أدبية وعن مدى الإقبال التي تشهده المكتبة من الزوار، قال: تشهد المكتبة أعدادًا كبيرة من الزوار من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين والحجاج خلال مواسم الحج، إضافة إلى المناسبات الثقافية والمجتمعية التي تقام في المكتبة لمختلف القطاعات الحكومية؛ نظرًا لوجود المكان المناسب لإقامة هذه المناسبات، كما ان المكتبة تعي الدور الريادي والثقافي الفاعل الذي يجب أن تقوم به في خدمة المجتمع بوصفها إحدى المؤسسات الثقافية الهامة التي تهدف إلى خدمة الوطن والمواطنين وإيجاد المواطن المستنير والقادر على خدمة دينه ووطنه، ومن هنا تبنّت المكتبة فكرة توثيق صلاتها بكافة شرائح المجتمع المكّي والحجاج والزوار والمعتمرين، وفي هذا الإطار سعت المكتبة إلى احتضان مقر ونشاطات نادي مكة الثقافي الأدبي نظرًا لدورة الفاعل في نشر الثقافة والمعرفة اللذان هما أساس تقدّم الشعوب والمجتمعات ورقيها، إضافة إلى استضافة المكتبة العديد من الأنشطة والبرامج المدرسية والتربوية والفعاليات وورش العمل على المستوى الرسمي والأهلي والخيري ومنها استضافة برنامج «أمننا في تواصلنا» الذي نظمته جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكةالمكرمة، وكذلك استضافة «ملتقى القراءة الحرة» الذي نظمته وزارة التربية والتعليم، وكذلك برنامج ختام العام الدراسي لمدارس الطموح الأهلية، حيث أُقيمت جميع هذه المناشط بمسرح المكتبة، إضافة لمشاركة المكتبة فى معرض الكتاب الذي أقيم بجامعة أم القرى. كما أن المكتبة تعني عناية خاصة بالجانب الروحي لمهوى الأفئدة المسلمة في بلد الله الحرام مكةالمكرمة باستقبالها وفود الرحمن من الحجاج والمعتمرين لتعميق الصلات بين المجتمع السعودي وضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات والثقافات وذلك لترسيخ الدور الريادي للمملكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. دوام الفترتين وعن ما إذا كان هناك دوام مسائي لموظفي المكتبة لاستقبال الزائرين في الفترة المسائية الذين لا يستطيعون الحضور في الفترة الصباحية لارتباطهم بإعمالهم، قال الحربي: رغبة من إدارة المكتبة في تحقيق هدف ربط أفراد المجتمع المكي بالمكتبة فقد قررت الإدارة العامة للمكتبات بوزارة الثقافة والإعلام فتح أبواب المكتبة على فترتين صباحية ومسائية، بحيث تبدأ الفترة الصباحية من الساعة الثامنة صباحًا إلى الثانية بعد الظهر، وتبدأ الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصرًا إلى التاسعة ليلًا، ويقوم بالعمل في المكتبة كادر فني وعلمي متخصّص ليقدم كافة الخدمات المطلوبة لرواد المكتبة. التصنيف والفهرسة ويشير الحربي إلى أنه تم تصنيف كتب المكتبة وفهرستها وفق نظام «دبوي العشري» وجرى ترتيبها حسب الفنون وتقسيمات النظام ذاته، إضافة إلى إمكانية البحث والاستعلام عبر برامج «اليسير» الذي وفرته الإدارة العامة للمكتبات بوزارة الثقافة والإعلام على الإنترنت عن طريق أجهزة الحاسب الآلي إلى تتيحها المكتبة لروادها بكل دور من أدوارها الأربعة. لا تأثير لعصر العولمة وعن مدى تأثير وسائل التقنية الحديثة من الإنترنت وغيره على تقلص عدد رواد المكتبة، قال: لا شك أن عصرنا الحاضر هو عصر التقنية والمعلوماتية والتقدم المتلاحق في وسائل الاتصال وعلى الرغم من هذه الثورة التقنية الهائلة إلا أن الكتاب الورقي لا زال حاضرًا تأليفًا وتسويقًا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم تعد المكتبات العامة حصرًا على الكتاب الورقي المطبوع، فالمكتبة العامة بمكةالمكرمة كما أسلفت القول غادرت موقع الانتظار إلى المبادرة وتعبيد الطرق وإنشاء الجسور بتوسيع دائرة نشاطاتها وهي تأمل وترقب الكثير من رواد هذه الأنشطة. خدمات للرواد وعن الخدمات التي تقدمها المكتبة لروادها لإعانتهم على تلبية متطلباتهم وأهدافهم من زيارة المكتبة، قال: تقدم المكتبة لروادها العديد من الخدمات التي يحتاجونها وتقوم بتلبية كافة متطلباتهم واحتياجاتهم من الخدمات العلمية والفنية لتوثيق الصلة بينها وبين روادها، ومن أهم هذه الخدمات إعارة الكتب لمن يرغب ذلك وهي خدمة متاحة للجميع بأبسط الشروط، وكذلك تقديم الإرشاد المرجعي والإرشاد القرائي والإهداء وتبادل الكتب وخدمة التصوير وتقديم خدمات الإنترنت، إضافة إلى ما تقدمه المكتبة من خدمات في قاعة ومكتبة الطفل والتي تحتوي على أجهزة التليفزيون والفيديو وبعض الألعاب التعليمية والترفيهية إلى جانب مجموعة كبيرة من القصص والكتب الدورية الحديثة. القسم النسائي وردًا على سؤال حول مدى توفّر أماكن مخصصة للنساء لزيارة المكتبة، قال الحربي: المكتبة أخذت حاليًا في انتشار خدمة الاطلاع النسوي بعد أن تمت الموافقة على ذلك من وزارة الثقافة والإعلام، حيث سيتم تخصيص قسم نسائي لخدمة بناتنا الدارسات والباحثات والطالبات، وسيقوم بالإشراف على هذا القسم كادر نسائي متخصّص في علوم المكتبات وشؤونها. دعوة لأصحاب المكتبات الخاصة وختامًا يقول مدير المكتبة العامة بمكةالمكرمة: إن كان لي من كلمة فأنني أتوجه بالرجاء إلى أصحاب المكتبات الخاصة الذين لا يمتلكون الوقت والمكان للاعتناء بها أن لا يترددوا في الاتصال بإدارة هذه المكتبة التي يسرها أن تحتضن مكتباتهم، وتخصّص حيزًا لها في إحدى قاعات المكتبة أسوة بالمكتبات الأخرى التي تحتضنها المكتبة، ومنها الثرية والنادرة لمدرسة دار العلوم الدينية بمكةالمكرمة، والتي أنشئت في النصف الأول من القرن الماضي.