أخرج جنرال صرب البوسنة السابق راتكو ملاديتش من قاعة محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي أمس، بعد رفضه سماع الاتهامات الموجهة له. وأصرّ ملاديتش على أنه يرغب في حضور المحامين الذين اختارهم، وقالت المحكمة: إنها لم تتحقق من مؤهلاتهم إلى الآن. وقال ملاديتش، وهو ينزع سماعات الأذن التي تنقل إليه الترجمة، « لا، لا، لن أسمع هذا أبدا... دون محامٍ، لن استمع بعد الآن». وكان القاضي الذي يترأس المحاكمة قد حذره في وقت سابق وطلب منه عدم تعطيل الاجراءات. وبعد إخراجه من القاعة، أعلنت المحكمة الدخول في إجراءات دعوى الدفع بالبراءة بالنيابة عنه، كما تسمح به قواعد المحكمة إذا رفض المدعى عليه القيام بذلك. وكان محامي ملاديتش المقيم في بلجراد ميلوس ساليتش قال في وقت سابق إن موكله البالغ من العمر 69 عاما لن يحضر الجلسة، وطلب أن يمثله فريق الدفاع الخاص به. وفي جلسة أمس ، واجه ملاديتش اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وسأل حول ما إذا كان سيقرّ بأنه مذنب أم أنه سيدفع ببراءته. واعتقل ملاديتش، والذي اختبأ لسنوات بعد حروب البلقان في فترة النصف الأول من التسعينيات من القرن الماضي، أواخر مايو الماضي في قرية خارج بلجراد وسلمته صربيا بعد ذلك بفترة قصيرة إلى لاهاي. وكان ملاديتش قد مثل امام المحكمة في الثالث من الشهر الماضي وقد ظهرت عليه علامات التعب، وارتدى بذلة رسمية رمادية داكنة، في حين سعى المحامي الموكل بالدفاع عنه إلى القول بأن صحة موكله غير جيدة. وتحدث ملاديتش بأسلوب غاضب، وقال إنه لم يقرأ وثائق القضية وأنه بحاجة لشهرين لفعل ذلك، كما اعترض على هوية محاميه قائلاً إنه لا يعرفه. ورد القاضي على ملاديتش بالقول إنه لم يثر معه هذه القضايا بعد، وإنما سأله عمّا إذا كان قد تلقى الوثائق وفهم ما فيها، ومن ثم سأله حول ما إذا كان يرغب في أن تقرأ المحكمة عليه الوثيقة، فرد ملاديتش بالقول: «لا أريد أن يقرأ أحد علي ولا حتى جملة واحدة». وبعدها أخبر القاضي ملاديتش أنه سيقرأ عليه بياناً ملخصاً حول مضمون الوثائق والتهم الموجهة إليه بالإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في البوسنة، وقام القاضي بقراءة البيان، بينما أنصت ملاديتش دون ظهور انطباعات محددة على وجهه. وبمجرد انتهاء القاضي من قراءة لائحة الاتهامات، توجه إلى ملاديتش بالقول: «هل تريد أن ترد الآن أم تختار تأجيل ذلك - وفق القوانين - لمدة 30 يوماً؟». فرد ملاديتش بالقول: «أريد أن أحصل على نسخة مما قرأته من اتهامات مهينة.. أحتاج لمراجعتها مع المحامين وسيلزمني أكثر من شهر لقراءة هذه الكلمات الوحشية والقاسية»، فرد القاضي بأن القانون لا يسمح بأكثر من 30 يوماً، وقام بتحديد جلسة ثانية في صباح الرابع من يوليو(أمس). وكانت صربيا قد سلمت ملاديتش إلى محكمة جرائم الحرب بعدما خسر استئناف القرار. وقالت الناطقة باسم مجلس محكمة الدائرة الجنائية التمهيدية الخاصة بجرائم الحرب في بلغراد، دوشيتسا ريستيتش: إن المحكمة «رفضت شكوى دفاع راتكو ملاديتش كشكوى غير قائمة على أساس»، مؤكدة على قرار استيفاء الشروط لتسليم ملاديتش إلى محكمة لاهاي، وفقاً لما ذكره موقع الإذاعة الصربية على الإنترنت.