أتيحت لي الفرصة بالحضور والمشاركة في اللقاء المشترك مع ممثلي السياحة بالمنطقة الشرقية ، والذي نظمته الهيئة العامة للاستثمار والسياحة بفندق السوفيتيل بالخبر ، وبحضور عدد من المسئولين بالقطاعين الخاص والحكومي ، وكذلك المهتمين بالسياحة والفندقة في ورشة عمل (السياحة تثري) . . وبعد استعراض أهم المشاريع السياحية والخطط والاستراتيجيات والبرامج والفعاليات بمهرجان صيف الشرقية . وأثناء احتدام المناقشة بين المشاركين في كيفية تطوير العملية التنموية السياحية في المنطقة الشرقية ، وتعزيز الهوية السياحية ، وكيفية استخدامها . ؟ ؟ . . طرحت موضوعاً مهماً ومهماً للغاية !!! (فرضة الخبر) . . أين هي الآن (فرضة الخبر) ؟ . . أين تاريخ وعراقة (ميناء الخبر) ؟ . . أين أهم معلم من معالم الخبر ؟ . . أين ؟ . . وأين ؟ . . عندها ردد المشاركون والحضور ومن في القاعة . . أين (فرضتنا العريقة) ؟! . . فأجبت بكل حرقة وقهر إنها للأسف تقبع خلف هذا الفندق ؟ وسقطت من مذكرة السياحة . وأثناء تواجد المشاركين لتناول وجبة الغداء تسنى لهم مشاهدة هذه (الفرضة) من شرفة المطعم ، فوقفنا لحظات تأملية في تذكر هذا الموقع قبل خمسين سنة عندما كنا نلعب على ساحل البحر مع أصدقاء الطفولة من أبناء الخبر . . ونشاهد السفن البحرية التي تنقل الركاب والبضائع بين دول الخليج ، ومشاهدة قوارب الصيد والصيادين الذين يضعون الشباك ، والغزل ، وحظرات صيد الأسماك ، كما كنا نشاهد نساء الخبر وهن يغسلن الأواني والملابس على سيف البحر ، بالفعل كانت أياما جميلة وذكريات رائعة ومناظر ستبقى محفورة في الذاكرة . وما نشاهده الآن ، لا مناظر خلابة وحيوية ، بل أرضاً قاحلة ، ومستودعات قديمة ، ونسياناً تاماً لهذا الموقع التاريخي ، الذي أبى ورفض أن يطوى في صفحة النسيان لما يحمله من عبق التاريخ (بنزول أول بعثة أجنبية لاكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية) ، حيث سمي (بفرضة الخبر) تيمناً ببئر الخير ، الإسم الذي يحلو لأبناء الخبر أن يطلقوا عليه وذلك عندما شيد بناؤه عام 1354 ه ، كما شهدت هذه (الفرضة التاريخية) مواقع وأحداثا وزيارات متبادلة بين المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وحكام دول الخليج وذلك لترسية قواعد السلام والإخاء والمحبة بين الأشقاء الخليجيين . ومن خلال ما ذكرناه ، أرى أنه يجب علينا التحرك بأقصى سرعة ممكنة لإعادة تأهيل وإحياء هذا الموقع التاريخي وإنقاذه من النسيان . . وليكون موقعاً سياحياً مهماً وجذاباً يقصده الزوار من داخل وخارج المملكة في مختلف الأوقات والأزمان . . وأن يقام على أرضه معرض للصور التاريخية يحكي عن الأحداث التي مرت بها هذه (الفرضة) ، وعن مدينة الخبر وتطورها السريع بمختلف المجالات ، وأن يقام أيضاً متحف تراثي يحوي أقساماً للبيئة الخليجية البحتة ، إضافةً إلى التراث والموروث الشعبي ، وكذلك إنشاء وبناء أسواق ومقاهٍ شعبية ذات طابع ساحلي خليجي ، وأماكن لممارسة الأنشطة والفعاليات والألعاب البحرية ، مع تخصيص مواقع للسفن السياحية الترفيهية والجمالية . . كما أرى أنه لا بد من إعادة تشغيل السفن الخشبية ، وجدولة رحلاتها لنقل الركاب والبضائع إلى دول الخليج . . مما سيكون له الأثر الإيجابي في تخفيف الإزدحام المتكدس دائماً على جسر الملك فهد والمطارات الجوية . . وأن يبادر حرس الحدود في إنشاء وإقامة مبنى تاريخي تراثي يخدم العملية السياحية في الموقع . ونظراً لأهمية هذا الموقع التاريخي الغالي على قلوب أبناء المملكة عامةً وأبناء المنطقة الشرقية خاصةً ، والذي يشكل إضافة جمالية وترفيهية وتراثية لمدينة الخبر . . فإنني أناشد إمارة المنطقة الشرقية ، وشركة أرامكو السعودية ، وأمانة مدينة الدمام ، وبلدية الخبر ، والهيئة العامة للاستثمار والسياحة ، ورجال الأعمال ، والمهتمين بسياحة المنطقة ، أن يقفوا جميعاً لتحويل هذا الموقع التاريخي إلى موقع سياحي حيوي يتم من خلاله تحقيق الحلم التاريخي لمدينة الخبر ، وتكتمل منظومة الواجهة البحرية . alyaqout _ [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (56) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain