مكّة المكرّمة، جدّة، ينبع، المدينة المنوّرة، أملج، والعُلا: أماكن سياحية، دينية أو ترفيهية أو أثرية، وتقع على مسارٍ بريٍّ واحدٍ طوله حوالي ألف كيلومتر، ولكن ليس فيه مرحاضٌ عامٌّ واحدٌ، حضاريٌ، ونظيفٌ، وصالحٌ للآدميين دون أن يسدّوا أنوفهم بمسّاكة حبل الغسيل، ويُغمِضوا عيونهم!. قال إيه؟ قال سياحة داخلية!!. بالمناسبة: هذا المسار هو مثالٌ واحد، تُوجد غيره مساراتٌ كثيرة، بين أماكن سياحية أخرى، ووضعها.. مثله، إن لم يكن أسوأ!. ما هو متوفّر من مراحيض هي إمّا تابعة لمراكز خدمات تجارية، لو حرِصت بعضُ الأمانات التي منحتها تصاريح فتحها، على إلزامها بتحسين المراحيض مثلما حرِصت على توزيع مِنَحِ الأراضي على أقارب بعض مسئوليها، لكانت مراحيض مُنافِسة للمراحيض العامّة في سويسرا واليابان! وإمّا تابعة لمساجد وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف، التي يبدو أن بعض فروعها تجهل أنّ الصلاة شطران، طهارة وعبادة، فاهتمّت بالعبادة، وأهملت شرط العبادة، وهو الطهارة! وإمّا ضحية لوزارة المياه لأنّ خزّاناتها..غالباً.. خالية من المياه، وهنا أبارك لوزارة المياه وابنتها المُدلّلة شركة المياه لحصولهما على شهادات الآيزو العالمية للجودة، في البيئة وإدارة وتوزيع المياه، ويُقال أنّ من يحصل على شهادة الآيزو يعمل (إللي عايزو)!. بقيت هيئة السياحة، وأخشى أنّ موظّفيها يتنقّلون جواً، إمّا بالطائرات الخاصّة، ومراحيضها تِلْمَع، وإمّا على الدرجة الأولى في طائرات خطوطنا العزيزة، ومراحيضها (مُو بطّالة)، وإمّا هم الآن سائحون في أوروبا، يظنّون أنّ السفر البرّي إلى أماكن سياحتنا الداخلية.. ترف، بينما هو في الحقيقة.. قرف!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain