ناقلنا الجوي هو موضع الاعتزاز ؛ فهو يحمل اسم بلادنا الغالية، ويعتبر وحيدا على سلم النقل الجوي فهو في منأى عن المنافسة الحقيقية، وهذا كان يفترض أن يمثّل دافعا لأن يكون في قمة من قمم العطاء، ولكن هل هذا هو الواقع؟ المؤسف أن ما تنشره وسائل إعلامنا بين الحين والآخر لا يشير إلى ذلك مطلقا، ليظهر تساؤل في الأفق عن مدى دقة ما ينشر وحقيقة ما يشاع! وفي الأسبوع الفارط تحديدا عاينت بعض الأمور التي ربما كانت - في تصوري - سببا من أسباب الوضع الذي تعيشه خطوطنا الجوية، وأقول ذلك لمشاهدتي الفعلية بعيدا عن أي وسيلة إعلامية. وقد تبين أن الخسائر التي لحقت بالخطوط السعودية مؤخرا هي نتيجة الواقع المعاش؛ وإليكم بعض المشاهد: المشهد الأول: ازدحام شديد على رحلات الرياضالمدينة فلا تكاد تجد مقعدا واحدا؛ وعند الذهاب للمطار وجدت عشرات الأشخاص بلغ العدد الأخير 29 ، وهنا أتساءل: إذا كان النظام الجديد يجيز للخطوط أخذ 120 راكبا في قائمة الانتظار، ولم يعد هناك إمكانية لفتح الرحلة ، فهل من المعقول البقاء على الرحلات المجدولة، أم أن المفترض إيجاد رحلات إضافية وبشكل عاجل؟ المشهد الثاني: عند العودة من الرياض كانت هناك رحلة تسبق رحلتي، وعند الذهاب للمنصة (الكاونتر) راجيا ومتوسلا إلحاقي بها حدث ما يلي: موظف المنصة وجهني للذهاب لمنصة الاستعلام إذ هم – بحسبه- المخولون بذلك، وعند الذهاب لتلك المنصة أخبرني الموظف أنه لا علاقة له بالأمر وعليّ العودة للمنصة الأولى وطلب المشرف، وبالفعل عدت من حيث أتيت لأطلب المشرف الذي عاملني بكل جفاء، وبعد الإلحاح عليه أراد التخلص فقال لي هذه مسؤولية مشرف البوابات ، وإذ به يأتي ليعاملني بنفس الطريقة مؤكدا لي أن الرحلة ليس عليها إمكانية، فرجوته أن يعود للشاشة لكن رفض وأصر على قوله رافعا صوته قائلا:» نحن في الصيف يا حبيبي والرحلة full load» وفي أثناء ذلك وجدت صديقا لي وطلبت منه إخباري بعد الوصول عن عدد المقاعد الخالية، فإذ به يخبرني أنها خمسة، فهل نستغرب من الخسائر؟! المشهد الثالث: لا زال الركاب يتابعون السادة المشرفين والموظفين ليقينهم أنهم يستطيعون فعل ما يريدون، فالراكب المسكين ليس له الآن إلا الانترنت، ولكن الموقع لا يعطي إمكانية حجز الانتظار، ولا يمنح عميل الفرسان أفضلية كما كان في السابق، ليبقي الانتظار سرا من الأسرار، يمنح المزيد من المكانة لموظفي الخطوط! المشهد الرابع: الزيادات المفروضة من قبل الخطوط يبدو أنها غير مدروسة، وهي محاولة لتفادي المزيد من الخسائر، فحتى تغيير الحجز يعني فقدان ربع قيمة التذكرة، هذا ناهيك عن دفع عشرين ريالا لإصدار التذاكر وغيرها، والواقع أن الجميع يحب النظام لكن في المقابل نريد من الخطوط أن تمنح الركاب حقوقهم، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي لا نسمع فيه كلمة (معليش) المشهد الخامس: يبدو أن عدوى ارتفاع الأسعار وفرض الرسوم والضرائب انتقل للشركة الباقية حاليا والتي لا يكاد يعرفها أحد، فقد نشرت بعض المواقع الإخبارية أنها رفعت سعر الضريبة على التذاكر الداخلية وجعلتها مضاعفة وأن المسؤولين في هيئة الطيران امتنعوا حتى كتابة هذا المقال عن التعليق. وفي نهاية المشهد فإن واقع ناقلنا الجوي لا يزال دون مستوى الطموح وأملنا أن يأتي اليوم لنراه وقد بات في مستوى من الرقي في التعامل وبأنظمة منصفة للركاب وفي درجة عالية من الدقة في المواعيد، فهل يتحقق الأمل؟ [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (68) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain