تمكنت أربع مثقفات في حائل من الفوز بعضوية مجلس إدارة النادي الأدبي في أول انتخابات في تاريخه، حيث احتضن النادي مساء أمس الأول الاثنين انتخابات الجمعية العمومية لاختيار مجلس إدارته للدورة الثالثة في تاريخه، وهذه ثالث انتخابات تُجرى في الأندية الأدبية بعد نادي مكة ونادي الجوف. وفاز رئيس قسم التربية في جامعة حائل الدكتور عبدالله البطي بأعلى الأصوات، فيما حققت مديرة مدرسة أقل الأصوات في الفائزين. وكانت القاعة الثقافية في مقر النادي التي احتضنت عملية الانتخابات بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان ومدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني قد ازدحمت بأعضاء الجمعية العمومية والإعلاميين للتصويت ل33 مرشحًا لدخول مجلس الإدارة، وجاءت النتائج غير مفاجئة للكثيرين. وكانت العملية الانتخابية انطلقت بالحفل الخطابي وألقى الدكتور ناصر الحجيلان كلمة نقل فيها تحيات معالي وزير الثقافة والإعلام واعتزازه بهذه التجربة وحرصه على متابعة العمل وتقديم كامل الدعم لنادي حائل الأدبي لكي يمضي في نشاطه وعمله لفائدة المجتمع. كما رفع الدكتور الحجيلان باسمه وباسم جميع المثقفين شكره وتقديره إلى خادم الحرمين الشريفين على دعمه للأندية الأدبية وللمثقفين والمثقفات من خلال المكرمة الملكية بتخصيص 10 ملايين ريال لكل ناد، وقال الحجيلان: هذا الدعم دافع لنا للعطاء لكي ننهض بالنشاطات الثقافية والمنجزات النوعية إلى المستوى الذي يواكب النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في مختلف المجالات، وأشار إلى أن الهدف من هذه الانتخابات هو إعطاء الفرصة للمثقفين لخدمة المجتمع الذي يستحق منا الكثير. وفي ختام الكلمة أزجى الدكتور ناصر الحجيلان الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل وسمو نائبه على دعمهما المتواصل لمشروعات المنطقة في مختلف المجالات ومنها قطاع الثقافة كما شكر أعضاء مجلس إدارة النادي السابق على جهودهم وحرصهم على تنظيم هذه الانتخابات. ثم ألقى ممثل المثقفين من خارج الوزارة الدكتور عبدالله الحمود كلمة عبّر فيها عن سروره بهذه الانتخابات التي قال إنها ستنعكس على العمل الثقافي بالمملكة. بعد ذلك بدأت عملية الانتخابات، ثم أُعلنت أسماء المنتخبين وعقد الاجتماع لتشكيل مجلس الإدارة، حيث تم ترشيح نايف بن مهيلب المهيلب الشمري رئيسًا للنادي ورشيد سلمان رشيد الشمري نائبًا للرئيس وعائشة صالح فيحان الشمري مسؤولًا إداريًا وعبدالرحمن سالم سليمان اللحيدان مسؤولًا ماليًا. من جانبه قال الرئيس الجديد لأدبي حائل نايف المهيلب: إن ما تحقق اليوم هو مكسب للمثقف الذي أعطي الفرصة الكاملة لاختيار من يقوم على بيت المثقفين، ونتائج الانتخابات هذه الكل فيها فائز وليس هناك خاسر، فالانتخابات كقيمة ثقافية وحضارية هي المكسب للمثقف الحقيقي. وعن المشاريع المستقبلية قال المهيلب: الوقت لازال مبكرًا لأن تلك المشاريع يرسمها مجلس الإدارة من خلال اللقاءات والاجتماعات. فيما قدم المسؤول المالي في النادي عبدالرحمن اللحيدان شكره للمثقفين الذين ساهموا في إنجاح الانتخابات من خلال الانضمام للجمعة العمومية والتصويت، وقال: ليس الشكر لمن صوّت لي، بل الشكر لمن صوّت ولمن لم يصوّت لي، لأن الهدف هو أن يكون هناك رأي للمثقف بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذا الرأي أو الصوت. الفائزات ل "المدينة" : الأصوات أعطتنا ما نستحقه قالت هند الفقيه: إن فوز المرأة في نادي حائل لا يعتبر غريبًا لكنه يؤكد مدى وعي المجتمع الحائلي وإيمانه بالدور الهام الذي تقوم به المرأة. فيما أشادت شيمة الشمري بالتجربة الانتخابية وأكدت أن فوز المرأة هو مؤشر قاطع لوعي وإدراك الوسط الثقافي الحائلي، وقالت: المرأة ليست أقل إبداعًا من الرجل وهذه قناعة لدى المثقف والمثقفة ولذلك رأينا الأصوات تضع المرأة في مجلس الإدارة وهو ما تستحقه المرأة. المسؤولة الإدارية في إدارة أدبي حائل الجديدة عائشة الشمري فقالت: ليس الوقت مناسبًا للحديث عما سنقدم لكن الأهم أن هذا عرس ثقافي نحتفل ونحتفي به كمثقفين وكمثقفات لأننا استطعنا أن نُوصل صوتنا وأن نُسهم بفعالية في تشكيل ما يرسم «خارطة الطريق» للمشهد الثقافي الحائلي وهو مشهد يكتنز قمما وأسماء مبدعة لا تحتاج إلّا أن يكون من يقوم على النادي الأدبي أن يشاركها الهم الثقافي والرغبة الصادقة في العمل لأجل الثقافة، وأضافت: أنا لا أستغرب أن يكون للمرأة هذه المقاعد في المجلس فأنا على ثقة بوعي المنتمين للجمعية العمومية وإدراكهم العميق للدور الحيوي الذي للمرأة في الشأن الثقافي.