تترسخ لدينا القناعة يوماً بعد يوم ان مستقبل أي بلد في العالم لا يتوقف فقط على ما تقوم به الجهات الرسمية ، بل ايضاً على ما يضيفه المواطن من جهد وسعي بحيث تصبح المسؤولية مشتركة في التخطيط والتنفيذ انطلاقاً من المبدأ القائل ان الوطن للجميع وأننا كلنا شركاء فيه . ومن سمات التخلف في بعض الدول هي ان يتحول المواطن الى عنصر اتكالي لا هم له إلا ان يطالب دائماً الدولة بأن توفر له كل احتياجاته ومتطلباته ، ويحملها وزر سوء الأوضاع التي يعيشها دون ان يبادر الى مد يد المساعدة والمساهمة في البناء ، ودون ان يعترف بتقصيره وبإبتعاده عن القيام بما تفرض عليه المواطنه من حقوق وواجبات . وإدراكنا لأهمية ما اسلفنا ذكره لم ينبع فقط من كوننا نعيش في اوروبا بل تعلمناه ايضاً من مملكتنا حيث التفاعل حقيقي بين المواطن والمسؤول ، كما الفرص متاحة دون أي استثنائية او انتقائية الى حد باتت هناك علاقة جدلية تحكم طبيعة التواصل الحاصل بين اولياء الأمر وبين السعوديين لخلق حالة مثالية من التكامل كانت من نتيجتها دولة متقدمة ومتطورة ومستقرة وفي نمو مطرد . ولعل هذا ما نعتزم القاء الضوء عليه في الغرفة التجارية العربية – الفرنسية بوصفي امينها العام من خلال ندوة هامة سننظمها يوم 12/7/2011 في باريس تحت عنوان : « التطور السياسي والتنمية الإقتصادية : نحو فرص إستثمارية جديدة واعدة « والتي ستناقش بحضور نخبة من الخبراء السعوديين والأوروبيين : - اهمية الإستقرار السياسي في المملكة لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار في العالم . - والسعودية : البنية السياسية والاقتصادية . - وفرص ومناخ الإستثمار . - وتنمية وتطور التجارة . - ودور المرأة في التنمية الاقتصادية في السعودية . واعتماداً عما سيطرح في اوراق العمل ، وما ستغنيه المناقشات المفتوحة ، وما ستنقله وسائل الإعلام نكون قد ساهمنا ولو بقدر يسير في التعريف بجانب هام لمن لا يعلم ان السعودية باتت اليوم من القوى الاقتصادية العالمية الأساسية حيث تحتل موقعاً في مجموعة العشرين ، كما انها من الدول الأكثر جذباً للاستثمارات الخارجية التي وصلت حسب أخر التقديرات الى نحو 150 مليار دولار ، ناهيكم عن ثروتها النفطية والمعدنية وعن موقعها الجيو استراتيجي . وظني ان مساهمتنا هذه تبقى متواضعة جداً امام مساهمات غيرنا من المواطنين السعوديين ، وكل في موقعه الخاص به ، كما ظني ان نشاطنا لا يكتسي نفس الأهمية ولا يحقق نفس النتائج التي يعمل من اجلها اولياء الأمر ، ولكن ان تضيء شمعة خير من ان تلعن الظلام . فللسعودية مكانة عالمية ، ودور مميز ، ومن غير المسموح لنا ان نفرط به او ان نتغافل عنه ، أو ان نستهين بقدراتنا وإمكانياتنا لأن الزمن الذي كنا فيه نتكل على من يفكر عنا ، ويعمل من اجلنا قد ولى .. فقد بات لدينا من ابنائنا ومن ثرواتنا ومن قياداتنا كل ما نحتاجه من اجل الإبقاء على المملكة في مقدمة المتجهين نحو تحقيق المزيد من التطور والتقدم والإزدهار .