حينما ضاقت ذرعًا.. ولم تعد تحتمل.. صرخت: دعوني وشأني.. كفاكم (فزعة).. إنها نون النسوة، نساء العالم عامة، والمجتمع السعودي خاصة.. تزعمون بأن لهن حقوقا مهضومة، وكرامات مهدورة، وحرية مسلوبة.. تنمقون العبارات.. وترفعون الشعارات.. بل قد تعقدون الندوات والمؤتمرات.. لإرجاع تلك الحقوق والكرامات. سعادتها بحجابها الكامل الساتر لجميع بدنها، المغطي لوجهها.. وكل همكم له تنزعون. جمالها في لباسها المحتشم، وحيائها المحمود.. ولكل الصيحات الفاضحة تعرضون، وللموضات العارية تسوقون. حريتها في انفرادها مع بنات جنسها في تعليمها، عملها، وكل شؤون حياتها.. وبأمنيتكم بأن تختلط بغير محارمها تصرحون. راحتها في ركوبها مع واو من (واوات الجماعة) يوصلها إلى حيث أرادت متى شاءت.. وبكل السبل أن تقود السيارة تحاولون. أمنها أيضاً في سفرها مع واو من (واوات الجماعة) تصحبه ويصحبها، يقضي لها أمورها، ويدير شؤونها.. وما فتئتم بأن تسافر وحدها تقترحون، ولأن تتحرر من ذلك المحرم تحرضون. شخصيتها في اقتدائها بأمهات المؤمنين، وفي تخلقها بأخلاق المسلمين وفي امتثالها لما شرعه الدين.. وما برحتم لجذب انتباههن نحو شخصيات بأي صلة للحق والخير والحياء لا ينتمون، أتردنهن كضب خلفهن يركضون؟؟. بركتها ونفعها في التزامها بنهج من سبقها والسير على خطاهن وإن كان من تميز ففي حدود الشرع، وتحت ضوابط وأحكام، بينما أنتم بعبارة «أول امرأة سعودية فعلت، عملت، شطحت، تجاوزت، تمردت» لها تحمسون.. وبعد تلك الأول، لا نسمع أثرا للثاني والثالث، ومن على خطا الأول أصبحوا يسيرون. عزاؤهن أنهن واعيات، متعلمات، بأمر ربهن ملتزمات.. فلم يعد يلتفت لتلك النداءات أحد.. بفضل وتوفيق من رب العالمين. اتركوها.. لأنكم وببساطة.. أرهقتموها وهي ضعيفة، حملتموها ما لا تطيق.. ألا يكفي...؟؟ متى نعود لجادة الطريق..؟؟!!