يبدأ أكثر من 300 مكتب لتأجير السيارات في مدينة جدة دخول حلبة المنافسة لاستقطاب أكبر عدد من المصطافين وزوار عروس البحر الأحمر، ضمن الاستعداد لموسم صيف هذا العام، وتوقع مستثمرون في تأجير السيارات أن يشهد القطاع خلال الفترة المقبلة حركة نشطة يدعمها قدوم الزوار من خارج جدة. وعملًا بالمقولة الشهيرة التي تقول: »لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع» فإن اختلاف رغبات الزوار والمصطافين، كان المحفز الرئيس في تنوع المعروض لدى مكاتب التأجير، إذ يفضل الكثير من القادمين من المناطق على اختيار نوعيات محددة في التأجير تتفق وظروف الأسرة. ويقول المواطن علي الزهراني: أحب أن أقضي الإجازة الصيفية بين الأهل والأقارب في منطقة الباحة، وسيارتي التي أمتلكها، غير مريحة في السفر وموديل قديم؛ مما يجعلني أذهب لمكاتب تأجير السيارات للحصول على سيارة لقضاء بعض من إجازتي بين أقاربي. وعن أسعار الإيجار يقول الزهراني: هناك تفاوت ملحوظ من مكتب لأخر فأنا أتمنى أن تقوم لجنة متخصصة لمتابعة أسعار الإيجار في هذه المكاتب المتخصصة في ظل إقبال الزوار وتنامي حركة السفر بين محافظات المملكة. من جانبه قال عبدالمجيد العمودي: أنا من الأشخاص الذين لا يحبون السفر برًا خاصة القيادة لفترات طويلة، وهذا الأمر يجعلني أترك سيارتي في منطقة جازان وأسافر بالطائرة إلى جدة، ومن ثم أقوم باستئجار سيارة لعدة أيام لكي أقضي بها بعض متطلباتي الخاصة، مشيرًا إلى أن التأجير يمتد عادة لمدة أسبوع. ويقول: لاحظت أن هناك تقاربًا في الأسعار ولكن لا تتفق جميع المكاتب على سعر محدد وهذا السبب اعتبره مشكلة لنا كمواطنين فلا بد من وضع تسعيرة محددة لجميع السيارات المتواجدة لدى جميع المكاتب. تفاوت الأسعار من جهته ذكر عبدالله مباركي «صاحب مكتب تأجير»، أن السوق شهد خلال الفترة الماضية حالة من الركود وهي فترة اختبارات للطلاب؛ مما منع الناس عن السفر والخروج، أما الآن فقد بدأ نشاط مكاتب تأجير السيارات يزداد يومًا بعد يوم لدخول إجازة الصيف وكثرة المناسبات والرغبة في السفر من قبل بعض العوائل والشباب. وأضاف أكثر السيارات المرغوبة هي الصغيرة الحجم وأغلب المقبلين على هذا النوع من السيارات فئة الشباب وتتراوح أسعار تأجيرها من 90 إلى 150ريال لليوم الواحد، أما السيارات العائلية فقد يصل سعرها 500ريال لليوم. أما خالد العتيبي «صاحب مكتب» فيقول: هناك فروق في الأسعار بين التأجير اليومي والشهري، والعميل الذي يريد إيجارًا يوميًا تكلفة السيارة ما بين 90 الى120 أما من يريد إيجارًا شهريًا فيكون السعر متراوحًا بين 70 الى 100، وهي أقل نسبيًا. وعن موسم الإيجار ومدى الإقبال على السيارات المستأجرة يقول: الإيجار بصفة عامة مستمر إلا أنه يتمتع بأوقات يزداد فيها الإقبال مثل الإجازة، والعطلات الأسبوعية والموسمية، لافتًا أن هذا القطاع له مميزات وسلبيات مثل جميع القطاعات، ومنها على سبيل المثال تعرض بعض المكاتب لتزوير الأوراق التي تقدم من بعض الأشخاص؛ حيث يجعلنا ندخل في إجراءت أمنية والدخول للمحاكم وهذا يرهقنا، حيث إن بعض القضايا تستغرق شهورًا. وأوضح أحمد عبدالواحد «موظف في المكاتب»، من المشاكل التي تواجه معظم المكاتب حاليًا هو نظام «تم» إذ أن البرنامج يمكن أن يصاب بالعطل في أي لحظة، وهو نظام مشاكله كثيرة، بحيث يتم إرسال المخالفة بعد 48 ساعة، ويكون مستأجر السيارة قد سلمها لصاحب المكتب، فبعد ذهابه وتخليص جميع الأوراق، تأتي المخالفات المسجلة من قبل المرور، فما يكون من صاحب المكتب إلا السداد، وهو ما يحمله أخطاء الغير، ويعرض أصحاب المكاتب لخسائر كبيرة لم تكن في الحسبان. يذكر أن أخر اجتماع لرئيس لجنة تأجير السيارات سعيد البسامي في الغرفة التجارية بجدة تطرق إلى شكاوى أصحاب مكاتب تأجير السيارات على نظام «تم» ولفت إلى هناك معاناة يشهدها المستثمرون في هذا القطاع بسبب التعامل مع قضايا التأجير.