في الوقت الذي يواجه فيه ذوو الاحتياجات الخاصة الصعوبات والعقبات المختلفة، ويعانون الأمرّين في حياتهم، فلا يكفي أنهم قد حُرموا من بعض الحواس الخمس، لكنهم يُحرمون أيضًا من أبسط الحقوق، والسبب مجرد بصمة!! عشتُ لحظاتٍ عصيبةً أثناء تجديد بطاقتي الشخصية، في إدارة الأحوال المدنية، حيث وجدتُ صعوبةً كبيرةً في التعامل مع جهاز البصمة، ممّا اضطر إلى تجمّع خمسة موظفين للإمساك بيدي، والضغط بأصابعي، حتى يتعرّف الجهاز على بصماتي. عندها تخيّلتُ حالَ أقراني من ذوي الاحتياجات الخاصة، كيف يعيشون هذه المعاناة، وسرحتُ بخيالي بعيدًا إلى معاقٍ فَقَدَ أطرافه الأربعة، فكيف سيثبت وجوده بلا بصمة؟ وهل سيُحرم من إصدار بطاقة الهوية؟! والسؤال الأهم: ألا توجد طريقة أخرى تحفظ لنا آدميتنا، كاستخدام بصمة العين، أو الصوت على سبيل المثال؟! ويبدو أن مصيبة البصمة لم تتوقف عند إدارة الأحوال المدنية، فبنوكنا الموقرة لا تكتفي ببصمة المعاق، لكنها تشترط إحضار شاهد لتعريف البصمة في خطوة معقّدة؛ لمجرد أن هذا المعاق يرغب أن يكون له حساب بنكي كبقية البشر، وكان من الممكن أن نتجاوز كل هذه الأزمة، لو تم الاعتراف بالختم الشخصي للمعاق. تُرى متى ستستيقظ مؤسسات المجتمع، وتدرك أن هناك بصمة أكبر لهؤلاء المعاقين، أهم من بصمة الإصبع، إنها بصمة الإنجاز، تلك البصمة التي أكد أصحاب القدرات الخاصة أنها بصمتهم الحقيقية، ولسان حالهم يقول للعالم أجمع: بصمتنا غير. [email protected]