بدأ مستشفى الأمل بجدة في تنفيذ برنامج لإعادة تأهيل 9 أطفال وقعوا في براثن إدمان المخدرات وتم احضارهم إليه من عدة مناطق ومحافظات خلال الفترة الماضية، وتنوعت حالات ادمانهم ما بين (حبوب الكبتاجون، الحشيش، واستنشاق المواد الطيارة). وأوضح نائب المشرف العام على البرنامج سليمان الزايدي ل «المدينة» أن غالبية الاطفال تتراوح اعمارهم ما بين التاسعة والثانية عشرة، فيما يبلغ أكبرهم خمسة عشر عاما، لافتا إلى انه تم تخصيص وحدة متكاملة لهم بسعة 9 أسرة طبية، وهي مخصصة لبرامج هذه الوحدة بشكل مستقل بحيث لا ترتبط مواعيدهم الترفيهية والعلاجية بمواعيد فئات النزلاء الاخرى . وأضاف: بدأ الاخصائيون برنامجا علاجيا لإعادة تأهيل هؤلاء الاطفال الذي وقعوا في ادمان المخدرات من خلال عدد من البرامج المتخصصة في اعادة تعديل السلوك من خلال التركيز على اعادة بناء الشخصية وتعليمهم مهارة اختيار الاصدقاء والتركيز على غرس القيم الاخلاقية الإيجابية لديهم، خاصة وانه كلما ارتفعت القيم الايجابية لدى أي طفل فإن ذلك يساهم في عدم تعرضه للإدمان، وكلما انخفضت هذه القيم فإن فرص تعاطيه للمخدرات تكون كبيرة. وأرجع الزايدي اسباب إدمان هؤلاء الأطفال إلى عدد من الاسباب من أبرزها الاسرة وبيئة هؤلاء الاطفال ومجتمعهم المحيط بهم خاصة رفاق الحي، بجانب عدد من العوامل الأخرى من بينها اوقات الفراغ التي كانوا يعيشونها خاصة في الاجازات الصيفية والفترة الزمنية التي تكون بعد ادائهم لاختباراتهم المدرسية، بالاضافة إلى ارتفاع اوضاعهم المادية التي كانت بعيدة عن عين رقيب الاسرة. وبين ان اغلب حالات ادمان هؤلاء الاطفال تركزت على ادمان استنشاق المواد الطيارة ( تشفيط الغراء) بالاضافة إلى تناول الحشيش وحبوب الكبتاجون. واختتم الزايدي تصريحه بقوله: من خلال دراسة أجراها مستشفى الامل خلال السنتين الماضيتين، تبين ان 9% من عينة مدمني المخدرات التي اجريت عليها الدراسة، بدأوا في تعاطي المخدرات مبكرا وبالتحديد في الخامسة من اعمارهم، مشددا على أهمية تكاتف وتضافر جهود جميع المؤسسات والقطاعات الاهلية بما فيها المؤسسة التعليمية والاسرة وزيادة الاهتمام بشريحة الاطفال للحد من تعرضهم لهذه الآفة الخطيرة.