أثبت الإتحاد بثلاثيتيه الأخيرتين في مرمى الهلال ، أنه النادي السعودي الوحيد الذي يمتلك شخصية البطل . عندما يحضر الاتحاد يتوارى الجميع ، ومهما كان حجم المنافس ومهما كان حجم تاريخه وماكينته الإعلامية ، فإن الاتحاد قادر في كل مواعيد الحسم ، على تقزيم المنافس ورده إلى حجمه الطبيعي . فقط عندما يغيب الاتحاد يمكن ان يكون المجال مفتوحا أمام الآخرين كي يجدوا لأنفسهم موطئ قدم على خارطة كرة القدم السعودية . أما عندما يحضر الاتحاد فإن الجميع يتساوون بما في ذلك الفرق التي بايعها الإعلام بالزعامة . الإتحاد الذي هزم بطل الدوري الهلال الذي توج باللقب دون أن يتعرض لأية خسارة ، هو الاتحاد الحقيقي . أما الاتحاد الذي فقد لقب الدوري فقد كان اتحادا آخر مختلفا . ميزة الاتحاد هي جماهريته العريضة ، ومشكلة الاتحاد هي جماهيريته العريضة أيضا . جماهيرية الاتحاد هي التي تغري المتطفلين من الإعلاميين والطامحين في تسيير شؤون النادي ، لتسجيل المكاسب الشخصية من ورياء الاتحاد . ذلك أن الاتحاد هو الذي يضيف إلى الأشخاص وليس العكس . في حين أن جميع الفرق السعودية الأخرى ، كانت مدينة لبعض الأشخاص الذين أضافوا إلى رصيدها الجماهيري وغلتها من البطولات والانجازات . ويبقى الاتحاد الفريق الوحيد الذي لا يدين بالفضل لأحد . الإتحاد نادي كرة قدم حقيقي ، ولذلك فهو يعتمد على القاعدة العريضة من الناس الذين يمثلون مختلف طبقات وشرائح المجتمع . الاتحاد ناد شعبي بالفعل ، إنه يجسد تاريخ مدينة بأكملها .. وهذا هو سر تعلق الناس بالاتحاد وأمثاله من الفرق . الاتحاد ليس مجرد ناد رياضي ، ولكنه رمز لقيم الرجولة والتضحية والقدرة السحرية على مواجهة المصاعب والتحديات بوحي من روح الجماعة التي تكرست عبر تاريخ طويل من الآمال والآلام والكفاح والدموع والابتسامات . كل هذا هو ما يجعل الاتحاد فريقا قادرا على صنع انجازات هي أشبه بالمعجزات دون أن ينفذ أحد إلى سر تلك القدرة العجيبة على التحليق في أجواء المستحيل . من منا ينسى أول بطولة آسيوية أحرزها الاتحاد الذي هزم في ذهاب النهائي على أرضه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ، ثم عاد وفاز في الذهاب بخماسية نظيفة على ملعب منافسه ؟ ومن يمكن أن ينسى فوز الاتحاد بثلاثيتين في ظرف أقل من شهرعلى بطل الدوري الهلال ؟ وهل غير الاتحاد يستطيع أن يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية ويخسر بأخطاء تحكيمية فاضحة أمام بطل أميركا اللاتينية ساوباولو بثلاثة أهداف لهدفين ؟ أعلم أنهم سيقولون بأنني اتحادي ، لكن من قال أنني لست كذلك ؟ أو لا يحق لي أن أكون اتحاديا وأن أفخر باتحاديتي ؟!