قال الضَمِير المُتَكَلّم: خلال الأسبوع الماضي كان للمواطنين في المدينةالمنورة عدة مَطَالب، نقلها (جوال المنطقة).. فهل كان مطالب أولئك المترفين تبحث عن الرفاهية والدلال؟ هل كانوا ينشدون أن تكون الطرق والميادين مكيّفة (الهواء)، كما هي ملاعب الكرة، والمدينة الرياضية التي سوف تستضيف كأس العالم في (قَطَر)؟! هل طالبوا ب(نَوَافِير، ورشاشات مياه، أو مسابح عامة) تلطّف الأجواء المناخية القاسية، أم كان هدفهم حدائق خضراء، وجنات غَنَّاء؟! لا أبدًا..! فهم مقتنعون بأنّ نصيبهم، وحظهم الأرصفة والصحراء؛ جوال المدينة نقل مَطْلَبَين بسيطين (غَلْبانِين) لأولئك الطّيْبِين: (1) هم عَطْشَى ويطلبون الماء؛ فشبكات المياه جافة، و(صَهَارِيجها) تستنزف مدّخراتهم، فقد تجاوزت أسعارها (400 ريال)؛ ومع ذلك فعليها تَكَدّس وازدحام، وبالحصول عليها تتحقق الأحلام!! تدرون الأصحاء تنازلوا عن مطالبهم بجرعات أو قطرات من الماء؛ فيمكنهم الصيام؛ وقد تنازلوا عن حقهم لإخوانهم المرضى في (مستشفى الملك فهد) الذي يعاني مرضاه -إضافة لآلام المرض- ندرة وانقطاع المياه!! أمّا جواب (المسؤول): فسبب الانقطاع ليس منّا، بل من المصدر في (تحلية يَنْبع)، وهل الدجاجة سبب وجود البيضة، أم البيضة هي نَبْع وأصل الدجاجة؟!! (2) أعزائي في القرن الحادي والعشرين، وفي عصر ثورة المعلومات والتقنيات، وفي دولة بحجم المملكة، مازال أهل عدة قُرَى في (محافظة المَهْد) التابعة للمدينة المنورة؛ يستغيثون، وبُحّت أصواتهم وهم يطالبون بإيصال التيار الكهربائي لبيوتهم؛ فالحرّ الشديد أحرقهم، وأطفالهم المساكين في منطقة جبلية تَصِلُ فيها درجات الحرارة ربما إلى (الستين)؛ أمّا رَدّ (المسؤول)، فكالعادة (معالجة المشكلة قريبة)، لكن المهمّ المبادرة بتسديد الرسوم؛ فحق المواطن عنده، أو راحته لا تَهم؛ فالرسوم هي الأهمّ!! مشكلة المدينة مع الكهرباء لا تقتصر على القُرى والمحافظات، بل بعض الأحياء الرئيسة داخل المدينة اشتكى قاطنوها من انقطاعات الكهرباء في مشكلة موسمية؛ وهنا لم يجد (المسؤول) تبريرًا؛ فلعل السبب مشكلة (ثقب الأوزون)، أو ربما ذلك (اختبار تَحَمّل) للطلاب قبل الاختبارات!! أخيرًا ما هو الحلّ؟ أعتقد (لو أن الماء والكهرباء انقطعت عن بيوت المسؤولين في الشركتين)، لشعروا بمعاناة البسطاء. ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس: 048427595 [email protected]