أشار الدكتور فخري عزام أخصائي طب الأطفال الى ان «مشكلة ترك مساحيق الغسيل بقايا على الملابس مشكلة تعرفها جميع ربات البيوت. وبالتالي، فإننا نواجه في العمل الصحي سيلًا متنوعًا من الشكاوى المختلفة مثل صعوبة التنفس، وحساسية الجلد، فيما تكون المخاطر الصحية أكبر بكثير في حال ابتلاع مساحيق الغسيل. موضحًا أن المادة السامة الموجودة في مساحيق الغسيل هي السبب الرئيسي في تلك المخاطر. فقد لا تظهر أعراض مشاكل التنفس إلا بعد ساعة أو ساعتين من ابتلاع مساحيق الغسيل، وقد تحصل مشاكل التنفس حتى لو تم ابتلاع كميات بسيطة من المساحيق. وأخيرًا، يجب ألا ننسى احتمال تأثير مساحيق الغسيل على العين، والتي قد تؤدي لإتلافهما. فإن كان أحد الأطفال يلعب بمسحوق غسيل، أو اقترب من ثياب فيها بقايا لمسحوق الغسيل، سيتطاير بعض جزيئات المسحوق وتحمل مع تيار الهواء لتدخل إلى عيني الطفل. وفي بعض الأحيان، قد يدخل مسحوق الغسيل إلى عيني الطفل أو حتى أحد منّا إن قام بفرك عينيه بذراعه التي يغطيها الثوب الذي يحتوي على بقايا مسحوق الغسيل. يجب التنبيه إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تلف القرنية. إذ يمكن أن تكون مساحيق الغسيل خطرة وشديدة السمية في المنازل. ويؤكد الدكتور عزام أن ابتلاع مثل هذه السموم قد يكون له آثار شديدة على أجزاء مختلفة من الجسم. ومن بين الأعراض الأخرى لمساحيق الغسيل الإحساس بألم شديد، أو تقيؤ الدم، أو إخفاق القلب، وصعوبات في التنفس، أو حدوث حروق أو ثقوب في الجلد أو الأنسجة الموجودة أسفله. ويوضح رغم أنه من الضروري مراقبة الأطفال في كل لحظة إلا أنه يصعب التنبؤ بما سيقومون به كل الوقت لتجنب المخاطر التي قد تأتيهم. ولذلك السبب، فمن الأفضل استخدام بدائل عصرية أكثر أمانًا، بدلًا من الندم. وتدل الدراسات على أن مساحيق الغسيل تشكل كتلًا على الملابس، وتترك بقايا لها حتى بعد أن تترك منقوعة في الماء. وتتبقى بقايا هذه المواد الكيماوية على الملابس، وهناك احتمال أن يتم امتصاصها عن طريق الجلد، أو أن تتبخر في الهواء بحيث يمكن استنشاقها ودخولها إلى الجهاز التنفسي. وعند ملاعبة أو حمل أطفالنا فإن ملابسنا تلامس أولئك الأطفال، والأطفال بطبعهم ميالون للإمساك أو لمس أو حتى وضع الملابس في أفواههم وابتلاع ما بها. وقد سجلت طوال السنين الماضية مئات الحالات، لابتلاع أطفال لمساحيق غسيل مما استدعى إدخالهم إلى المستشفيات. وليس مفاجئًا أن جميع الأطفال الذين عانوا من تلك التجربة المزعجة هم من الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والسنتين ونصف. ويراجع المستشفيات ما يقارب من 500 طفل في كل أسبوع لاعتقاد ذويهم بأنهم قد ابتلعوا مادة سامة. ومن الملفت أن كل الأطفال الذين يتم إدخالهم المستشفى هم أطفال ابتلعوا، أو استنشقوا مادة واحدة، وهي مساحيق الغسيل.. ووجد الأطباء أن ابتلاع مساحيق الغسيل قد يتسبب في مشاكل حادة في التنفس، تتطلب في بعض الحالات إدخال المريض إلى قسم العناية الفائقة، والحاجة لإدخال أنبوب في القصبة الهوائية لكي تبقى مفتوحة.