ما فعله فريق برشلونة بفريق مانشستر يونايتد في المباراة النهائية لبطولة الأبطال الأوروبية، هو أكبر رد على المشككين بأحقية برشلونة بزعامة الكرة العالمية وليست الأوروبية فقط. برشلونة خرج منتصرًا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لغريمه، ولولا سوء الحظ وتألق الحارس فاندر سار والمدافعين نيمانيا فيديتش وريو فيرديناند، لتمكن برشلونة من الخروج بنتيجة تاريخية ضد فريق يجمع الخبراء بأنه واحد من أقوى الفرق على مستوى العالم. وكيف لا يكون مانشيستر ذلك الفريق وهو الذي لم يتذوق طعم الهزيمة طوال المباريات التي خاضها في البطولة، ولم يلج مرماه قبل هذه المباراة سوى 4 أهداف من أصل 12 مباراة، بالإضافة إلى قدرته على الفوز بالمباريات الأربع التي لعبها في الدورين ربع ونصف النهائي. وهو نادرًا ما نراه في بطولة كروية هي الأقوى مثل بطولة دوري الأبطال. برشلونة في رأيي هو أفضل الفرق التي شاهدتها منذ أن ابتدأت متابعة مباريات كرة القدم. إنه الأقوى بين جميع الفرق والمنتخبات الكروية التي كتبت تاريخ اللعبة. يكفي أن برشلونة هو الفريق العملاق الوحيد الذي لم يعد في حاجة إلى تنويع رسمه التكتيكي، ولم يعد مضطرًا إلى ابتكار الحيل والخدع التكتيكية التي تتناسب مع ظروف كل مباراة ومع طابع كل فريق يواجهه. برشلونة فريق معروف لدى الجميع، أنه يلعب مكشوف الجسد، بدون أسرار، لأنه لا يحتاج لإخفاء أي شيء عن الأعين. ماذا يعني لو أن الكل عرفوا أسلوب وطريقة أداء برشلونة..؟ هل يعني ذلك أن هناك من يستطيع إيقاف هذا الفريق..؟ وكيف توقف فريقًا لا يمكنك من الأساس من امتلاك الكرة حتى في ملعبك..؟ كيف يمكن أن توقف فريقًا جمع أهم لاعبي العالم مضافًا إليهم ثاني أهم لاعب في تاريخ اللعبة (ميسي)..؟ كيف يمكنك أن توقف فريقًا استطاع أن يوظف إمكانات لاعبيه الفردية الخارقة لصالح أداء جماعي لم يكن له مثيل ومن الصعب أن يكون له مثيل في قادم الأيام؟!. برشلونة فريق يهاجم بثمانية أو تسعة لاعبين، ويدافع بنفس العدد. قلب الدفاع بيكي كثيرًا ما نراه في الخطوط الأمامية للفريق المنافس، والظهير دانييل ألفيس يصعب تحديد ما إذا كان يلعب كظهير أم كجناح أيمن. وهناك ثلاثي خط الوسط الذي يتكون جميعه من لاعبين يشغلون مركز المحور، لكنهم قادرين في لحظة على مواجهة المرمى والتسجيل أو صناعة الأهداف. برشلونة فريق لا يتكرر. [email protected]