أبى طلاب مدارس التعليم العام بمحافظة جدة أن يمر الأسبوع الأخير من العام الدراسي، والذي تعارفوا على تسميته ب (الأسبوع الميت)، دون أن يضعوا عليه بصمتهم المعتادة سنويًا. “المدينة” قصدت كورنيش جدة صباح يوم أمس، وكأنها على موعد مع الطلاب في مثل هذه الأيام من كل عام، وبالفعل كانت هناك أعداد منهم يمارسون لعبة المزمار الشعبية على إيقاع الطبول، مستمتعين بسكون البحر وهدوئه. صيد وترفيه عبدالرحمن محمد (ثاني ثانوي) يقول: «حضرنا اليوم إلى المدرسة وأدينا اختبارًا عمليًا في إحدى المواد، وبعده سمح المدير بخروج الطلاب، إضافة إلى بعض المعلمين». وأضاف: «نحن نأتي هنا كل سنة في أخر أسبوع من المدارس بشكل يومي، نأتي هنا لنرفه عن أنفسنا من الصباح، وحتى الثانية عشرة ظهرًا، وبعضنا يأتي للصيد، وذلك استعدادًا لأجواء الاختبارات». الإفطار الجماعي وفي أحد المطاعم المشهورة بالكورنيش وجدنا طلابًا يتناولون طعام الإفطار بشكل جماعي، وقد ملأت أصواتهم جنبات المطعم، منهم خالد الغامدي، وعدنان المولد (ثاني ثانوي) واللذان قالا: “حتى لو قدمت إدارة التعليم الاختبارات لأسبوع سنظل نتغيب الأسبوع الذي قبلها لما له من نكهة خاصة”. الاستمتاع بأجواء البحر أما عبدالرحمن الغامدي، أحمد الجهني، ومحمد الحربي، وجميعهم من الصف الثاني ثانوي، فقد قالوا: نحن حضرنا إلى هنا لنستمتع بأجواء البحر بعيدًا عن صخب بيوتنا، ونطالب إدارة التعليم بأن تمنحنا إجازة رسمية طيلة الأسبوع الأخير من الدراسة، بحكم أن المعلمين قد انتهوا من المقرر، وفيه يتفرغ الطلاب للمراجعة”. استشاري نفسي: الترفيه مطلوب والعبرة بإدارة الوقت أوضح استشاري الأمراض النفسية وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي، الدكتور محمد الحامد، في تصريح ل “المدينة” أن فترة ما قبل الاختبارات يفضل أن يقضيها الطالب في الاستذكار، ولكن لا يمنع أن يتنزه الطالب فيها، شريطة أن يكون الترفيه فيها بقدر محدود، فالطالب لا يستطيع أن يستذكر طيلة 24 ساعة. وأضاف الحامد: “التنزه المحدود يمكن أن يجدد نفسية الطالب، ويجعله جاهزًا للامتحان بشكل جيد، فالقضية هي في إدارة الوقت، وهي الفرق بين الطالب المتميز، وغير المتميز”.