أوضح القاص والروائي يوسف المحيميد أن نيله المرتبة الأولى لجائزة أبوالقاسم الشابي في دورتها الخامسة والعشرين عن روايته “الحمام لا يطير في بريدة” يعد بمثابة رد اعتبار للرواية السعودية بعد تمنّع امتد ل(25) عامًا، خصوصًا أنه دائمًا ما يثار أن الرواية السعودية هي رواية خفيفة، أو إنها رواية مبيعات، أو لا تعتني بالعمل الفني والجمال الحقيقي؛ مبينًا أن هذا الكلام لا ينطبق على جيل الثمانينيات الذين اشتغلوا بهدوء، وبدأت نتائج جهدهم تظهر، مستشهدًا في ذلك بما حققه الروائي عبده خال، والروائية رجاء عالم، بما يؤكد الحضور الكبير للرواية السعودية في المشهد العربي. كما عبّر المحيميد عن فخره واعتزازه بالجائزة لارتباطها باسم شاعر تونس الخالد، بالإضافة إلى عراقة الجائزة ومصداقيتها التي تبرز في شروط الترشح والفوز، إضافة إلى تزامنها مع عام “ثورة الياسمين”، معتبرًا كل هذه الأسباب تمثّل نصرًا آخر للرواية، مشيرًا إلى أنه كان على ثقة كبيرة من فوز روايته بالجائزة، مبينًا أنه سبق له تقديمها عن طريق الناشر إلى جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية التي تمنحها الجائزة الأمريكية، وكانت في القائمة القصيرة ضمن ثلاث روايات، ممّا قوّى من ثقته بالعمل، مما دفعه إلى توقيع عقد مؤخّرًا مع بلومز فيري قطر فاون داييشن لترجمة الرواية للإنجليزية، وقد تستغرق الترجمة سنة ونصف تقريبًا. وكانت لجنة الجائزة قد أعلنت فوز رواية المحيمد بالجائزة في حفل أقيم بتونس، وأوضح رئيس اللجنة الكاتب عزالدين المدني ل «الأربعاء» أن فوز هذه الرواية يعدُّ شيئًا مهمًا ومشرّفًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية وبالنسبة لتونس أيضًا وكذلك للدول العربية، لأن الرواية الفائزة جيدة جدًّا، وقع اختيارها من طرف اللجنة من بين حوالى 130 رواية وهو رقم قياسي لم تبلغه الدورات السابقة بمشاركة 14 بلدًا عربيًّا، فهي ذات كتابة عالية جدًّا، وليست عادية، والأجانب تهافتوا على ترجمتها للإيطالية والفرنسية والإنجليزية، وأؤكد أن فوز رواية “الحمام لا يطير في بريدة”. لم يكن صدفة بل لجودتها العالية جدًّا.