يدلي مائة وخمسون عضوًا، يمثّلون الجمعية العمومية لنادي مكة الثقافي الأدبي، يوم غد الاثنين بأصواتهم لاختيار مرشحيهم لمجلس إدارة النادي خلال الفترة المقبلة، ويمثّل هذا العدد أعضاء الجمعية العمومية الذين أنهوا بشكل رسمي إجراءات التسجيل كأعضاء في الجمعية، فيما لم يستوفِ أربعة أعضاء كامل مسوغات العضوية، فيما اعتمدت وزارة الثقافة والإعلام أعضاء اللجنة المشرفة على عملية الاقتراع والمكونة من 13 عضوًا برئاسة الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية وعضوية: الدكتور خليل المعيقل عضو مجلس الشورى ممثلًا للمثقفين وعبدالله الكناني مدير عام الأندية الأدبية بالوزارة ووفد من وزارة الثقافة والإعلام من المثقفين والإداريين وسيتم إعلان النتيجة بعد انتهاء التصويت مباشرة فيما ستتاح الفرصة لمجلس الإدارة المنتخب لعقد اجتماع بعد اعلان النتائج لترشيح رئيس مجلس الإدارة ونائبه وتسمية مهام بقية الأعضاء. من جهة ثانية طالب عدد من المثقفين وأعضاء الجمعية العمومية بتوسيع دائرة فعاليات النادي المختلفة وعدم الاقتصار على مدينة مكةالمكرمة. وقالوا في تصريحات ل “المدينة”: إن النادي يجب أن يوسّع دائرة نشاطه في خدمة الأدب والثقافة وإظهار الوجه الثقافي المشرق للمملكة، خاصةً أن النادي في مكةالمكرمة التي يؤمها ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار على مدار العام وهؤلاء يجب أن يطلعوا على ما لدينا من حراك ثقافي متميز ومؤصل. وقال عبدالله بن أحمد هادي (عضو الجمعية العمومية لنادي مكة الأدبي): لعلي في البداية أشير إلى ما تحظى به الأندية الأدبية في المملكة من دعم رسمي، وفي يقيني أن الأمر الملكي بدعم الأندية الأدبية من الشواهد العديدة على ذلك، فواقع الثقافة في المملكة في طور إعادة صياغة هيكلية شاملة لمنظماته، وفي مقدمتها الأندية الأدبية، وحتى تستفيد الأجيال المقبلة من هذه المؤسسات الثقافية يُفترض توفير الدعم المالي السخي لها ويجب أن تتولى الأندية الأدبية تحقيق الرؤية العصرية التي تتفاعل مع مستجدات الواقع، ولا شك أن لائحة الأندية الأدبية بصيغتها الجديدة أضفت سمة الرضا، فاللائحة تعد خطوة تنظيمية فاعلة لعمل الأندية لتكون واضحة المعالم في آلية عملها، وهي تسهم في معالجة ضبابية دور الأندية الأدبية المأمول، وبالتالي نتّطلع إلى أن تخلق الأندية الأدبية حراكًا ثقافيًا يصل إلى المجتمع، وعلى مجالس الأندية الأدبية دراسة الأولويات والممكنات وإشعال الحراك الثقافي، وفي يقيني أن الخطوة الأولى تكمن في نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع نفسه، وخاصةً التعريف بالنادي واستقطاب المتعلمين والمتعلمات والمثقفين والمثقفات والمبدعين والمبدعات، ودعوة الجميع للمشاركة، حيث إن أعضاء تلك المجالس يُدركون أن النادي ليس حكرًا عليهم فهم يتشرفون بخدمة الثقافة والنادي للجميع. وقال علي حامد الهلالي (عضو الجمعية العمومية للنادي): على النادي أن يتوسّع في نشاطه ليشمل محافظات ومراكز مكةالمكرمة، ولعل نادي جدة الأدبي من خلال تواصله مع اللجان الأدبية في بعض المحافظات كالقنفذة استطاع أن يصل إلى شريحة كبيرة من المثقفين والأدباء وهذا مطلب مهم؛ فلا بد أن يصل نشاط النادي إلى كل المهتمين والمشتغلين بالهم الثقافي ممن هم خارج المدينة. وأضاف الهلالي أن المنتظر من مجلس الإدارة المقبل هو العمل على تفعيل دور اللجان العاملة داخل النادي واستحداث لجان أخرى تعمل في خدمة رواد النادي وكل المهتمين من الأدباء والمثقفين وكذلك استحداث لجان تعمل على تحكيم البحوث والمؤلفات التي يتولى النادي إصدارها ولتكن تلك اللجان متخصصة في هذا المجال وكذلك إقامة معارض للكتاب في مناحي المعرفة والإبداع كافة. وقال عمر القثمي (عضو الجمعية العمومية للنادي): أنا متفائل جدًا بخطوة وزارة الثقافة والإعلام لنشر ثقافة الانتخاب ولتكن في أوساط النخبة من المثقفين الذين يصوتون لمن يرون أنه سيخدم النادي ويقدم شيئًا للإبداع، بالإضافة إلى توسيع قاعدة المشاركة والأنشطة والمهام التي يجب أن يضطلع بها النادي وعدم الاقتصار على النشاط المنبري الذي لا يجاوز أسوار المقر، فهناك العديد من الأنشطة المنتظرة والتي كانت غائبة أو مغيّبة في الماضي كمعارض الكتب وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة التي تحتاج إلى تقديم وإلى دعم وتحفيز لتستطيع الوصول إلى المتلقي. ورأى علي حمود المجنوني (عضو الجمعية العمومية) أن على الأندية الأدبية أن تُشرِع كل منافذها للجمهور، وأن تكون متاحة حيث تتواجد الجموع، كأن تضع خيوطًا موصلة إليها في أكشاك هيئة السياحة في المطارات وفي المراكز التجارية وغيرهما، وهذا الترويج لا ينقص من مكانة الأندية الأدبية إطلاقًا، والثقافة سلعة بشكل ما، وهذا الترويج لن يتم بدون استخدام وسائل تحقق التواصل الفاعل بين النادي والمجتمع. وقال المجنوني: يحزنني تواضع وسائل التواصل التي تستفيد منها الأندية الأدبية وربما يكون أكثرها تقنيَّة رسائل نصية تُرسل على هواتف الأشخاص المتابعين لفعاليات النادي والذين لا يحتاجون لتذكيرهم بمناشط النادي وكأن الأندية اكتفت بمرتاديها ولا تسعى إلى كسب مرتادين جدد، فالفجوة بين النادي الأدبي وبين المجتمع يتحمل جزءًا كبيرًا منها النادي والمثقف، لأن النادي لم يروج لسلعته، كما أن المثقف لم يتخلص من كونه مثقفًا، في وقت يجب أن يتعدى دوره تثقيف نفسه إلى تثقيف مجتمعه، بدلًا من أن يبخل بما عنده ويزهد في التعاطي مع مجتمعه، ومن الضروري اعتبار أن هذه الاقتراحات، على سهولة تطبيق بعضها، لن تتحقق ما لم يتوفر في القائمين على الأندية الأدبية مثقفون قادرون على التغيير، يتسمون بشيء من المرونة والاستعداد التام لتقبّل الآراء المختلفة والتعاطي مع المجتمع بطريقة فاعلة.