أشار مثقفون وأكاديميون إلى أن مرور الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فرصة طيبة لاسترجاع التاريخ واستلهام عبره، مؤكدين أن عهده المبارك شهد عدة إنجازات على المستويين الداخلي والخارجي، مؤكدين أن المملكة أصبحت في الفترة الأخيرة مكونًا أساسيًا ضمن العملية السياسية في العالم وذلك بفضل السياسة الحكيمة لحكومة خادم الشريفين. وأكد ضيوف "الرسالة" أن الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية ينبغي أن تقابل بمزيد من الولاء من قبل الشعب، عرفانًا بالجميل وتأكيدًا على قوة التلاحم الداخلي، منوهين بأن خروج الشعب السعودي لاستقبال قائده عند عودته من رحلته العلاجية كان رسالة واضحة حملت كل معاني الولاء والالتفاف حول القيادة. اهتمام إعلامي بداية أوضح وكيل وزارة الإعلام الدكتور عبدالرحمن الهزاع أن ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين من المناسبات السعيدة التي يترقبها كل مواطن، قائلًا إن الملك عبدالله تمكن من تحقيق كثير من الإنجازات وكذلك إصداره الكثير من القرارات التي هدفت لترقية حياة المواطنين. وأبان الهزاع أن عهد خادم الحرمين الشريفين شهد تدشين قنوات فضائية جديدة مثل القناة الثقافية والقناة الاقتصادية وقناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، وفي عهده شهد الإعلام إنجازات كبيرة وجميعها تسجل باسم خادم الحرمين الشريفين. واستبشر الهزاع خيرًا بهذه القنوات الجديدة، وبخاصة قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية اللتين تجدان متابعة كبيرة من المسلمين من جميع أنحاء العالم وجعلتهم كأنهم يعيشون داخل الحرمين الشريفين. وأضاف الهزاع أن نظام المطبوعات والنشر الأخير يؤكد على الحرية والمسؤولية، وأن دعم الملك عبدالله لوزارة الثقافة والإعلام مكنها من أداء رسالتها على الوجه المطلوب. توسعة الحرمين وبدوره يشير الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم الدكتور زهير حسين غنيم إلى أن أهم المنجزات التي تحققت هي توسعة الحرمين الشريفين وهي من أكبر التوسعات سواء داخل الحرمين أو في الساحات المحيطة بهما. وقال غنيم: اطلعت شخصيا على المشروع الذي ما زال تنفيذه جاريًا بالمسجد الحرام، وهو مشروع هندسي رائع يمكِّن كل شخص بداخل الحرم من رؤية الكعبة المشرفة، إضافة إلى التطوير الذي شهدته منطقة الشامية التي كانت تضم منازل آيلة للسقوط. وأبان غنيم أن من أبرز إنجازاته حفظه الله هي أوامره الملكية في تلك الجمعة الشهيرة وهي تثبيت جميع من كانوا على الوظائف المؤقتة وتمكين ذوي الدخل المحدود من امتلاك منازلهم، وترقية جميع العاملين في القطاع العسكري وتحسين الأجور، وكذلك اهتمامه الكبير بمشروعات التعليم حيث رصد لها ما يقارب 20 مليارًا وتمت زيادة عدد الجامعات إلى أكثر من (25) جامعة. الحوار الداخلي والخارجي أما الكاتب والمفكر الدكتور محمد الهرفي بقوله: إنجازات خادم الحرمين الشريفين كثيرة ومن الصعوبة حصرها وذكرها نظرًا لكثرتها، ولكن من ناحية القضايا الفكرية التي ينظر إليها التي كانت الأبرز في تاريخ المملكة والإنسانية هي اهتمامه بقضية الحوارات بين أصحاب الديانات المختلفة والحضارات وكذلك تشجيعه بشكلٍ كبير لذلك الحوار، إضافة لإنشائه أكثر من مركز خارجي تحت مظلة المملكة العربية السعودية، مبينًا أن هذه المراكز قامت بعمل توعوي جيد إضافة للمراكز الداخلية. وضرب الهرفي مثالًا لبعض هذه المراكز الداخلية مثل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهو يقوم بدور مشابه للذي تقوم به المراكز الحوارية بالخارج، إضافة لاهتمامه بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن فقد كانت إنجازًا علميًا هائلًا لأكثر من مئة ألف طالبة، وفي خلال هذه السنتين رأينا عددًا جيدًا من قبل الطلبة فيها وكانت نسبة تعليمهم قوية جدا. الاهتمام بالتعليم من جهته أوضح الإعلامي الدكتور مالك الأحمد أن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة للعيان ولا تحتاج لمن يتحدث عنها، وهي أكبر من أن تحصى وتعد، لكنه يشير بعين التقدير إلى الإنجازات التعليمية الهائلة التي تحققت مؤخرًا قائلًا إن اهتمامه الكريم بقضية التعليم يعكس اهتمامه الكبير بتنشئة الأجيال القادمة، ويقول: اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بقضية التعليم هو انطلاقة ضخمة والمملكة باهتمامها بالتعليم قد تعدت المعدل العالمي وتفوقت في نسبة دخول طلابها في الجامعات على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأصبحت مستوياتها الأولى على مستوى العالم، فقد فاق عدد الجامعات المعترف بها المتوسط العالمي. وكذلك فإن نسبة الفاقد التربوي وعدد الطلاب غير المقبولين في المملكة العربية السعودية قليل جدًا وذلك بسبب التوسع الكبير في عدد ونوع الجامعات في المملكة. أما المشرف على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري الدكتور خالد بن منصور الدريس فقد بين أنه لا ريب أن المبادرات الذكية والشجاعة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين دفعت قادة العالم ليصفوه برجل الاعتدال والسلام وكذلك اختارته مجلة عالمية قبل فترة ضمن أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا ونفوذا في العالم مما يؤكد اهتمام الإعلام الدولي بإنجازاته على الأصعدة كافة وبخاصة في مجال مبادراته حول حوار الأديان والثقافات التي حظيت بتقدير العالم واحترامه، ولم تكن تلك المبادرة مجرد دعوات نظرية أو أفكار مجردة بل تجسدت واقعًا قائمًا في عدد من المؤتمرات والملتقيات العالمية المنعقدة في عدد من العواصم. رفيع الدين: ذكرى البيعة مناسبة لتجديد الولاء والوفاء للقيادة يؤكد الباحث بإدارة الدراسات برابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد أبو البشر رفيع الدين أن مرور الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي مناسبة تسترجع فيها الأمة الإسلامية قاطبة هذه الذكرى السعيدة وتعيد تقييم مسيرتها من جديد، ويقول: تحل علينا في هذه الأيام السعيدة ذكرى عزيزة على نفوس الشعب السعودي خاصة والشعوب الإسلامية عامة وهي تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم، وهي فرصة طيبة لاسترجاع شريط الإنجازات العامرة التي تحققت في هذا العهد الميمون، فإنجازات الملك عبدالله شاهدة واضحة وتتحدث عن نفسها بوضوح تام ولا يكفي المجال لحصرها، لكنا نذكرها من باب أن من لم يشكر الناس لم يشكر الله. فقد تميز عهده - حفظه الله - بإنجازات عديدة على الصعيدين الداخلي. ويمضي رفيع الدين قائلًا: اتسم هذا العهد الميمون بصفات حضارية ومدنية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة، فقد حافظ على سفينة هذه البلاد المباركة في خطها المستقيم الذي أرسى دعائمه المغفور له الملك عبدالعزيز وسار عليه أبناؤه البررة من بعده، فكان تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله وتفانيه في خدمة وطنه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره، حيث لم تقتصر جهود الملك عبدالله على المملكة فقط، بل كانت له أيادٍ بيضاء شملت جميع دول العالم. ومن أبرز ما يميز عهده حفظه الله حرصه على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات قابلته أوامر ملكية سامية تتضمن حلولًا تنموية فعالة لمواجهة هذا التوسع، واهتم كذلك حفظه الله بتنمية الإنسان السعودي، وتطوير شبابه، إيمانًا منه بأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وأن أفضل استثمار تقوم به الأمم هو الذي يكون في عقول الشباب ويؤدي إلى تطويرهم وزيادة مهاراتهم. عشقي: الإنجازات التي تحققت في عهده فاقت كل التصورات بداية يوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الدكتور أنور عشقي أنه ليس من السهل إحصاء القرارات والإنجازات التي حققها خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات التي تولى فيها الحكم، وقال: من أهم الأمور التي أنجزها تلك القفزات التي لم يتصورها أحد ومنها إنشاء عدد كبير من الجامعات في المملكة العربية السعودية وهذا إنجاز كبير جدًا ولم يتصور أحد أن تتحقق. أما الإنجاز الآخر فهو إنشائه لمدن صناعية وصل عددها حتى اليوم إلى ثماني مدن، وهذه المدن ستحقق التوازن الاقتصادي، حيث سنجد مدينة صناعية في كل منطقة من مناطق المملكة مما سيؤدي إلى توطين التقنية، حيث ستضم هذه المدن عددًا كبيرًا من المصانع والجامعات والمدارس وكأنها مدن مصغرة، وهذه المدن ستحقق عائدًا قد يفوق ما يحققه النفط. ومضى عشقي قائلًا: كذلك تبنى الملك الحوار الإسلامي الداخلي الذي أقيم بمكة المكرمة وشمل مختلف المذاهب الإسلامية، ومن ثم الحوار بين أتباع الأديان الذي أقيم في اسبانيا، ثم حوار الثقافات الذي جرى تنظيمه في الأممالمتحدة واستطاع من خلاله استقطاب 50 رئيس دولة وحينها قال رئيس الولاياتالمتحدة إنه لا يمكن تصديق أن هناك رئيس دولة تمكن من جمع هؤلاء الرؤساء في وقت واحد. واختتم عشقي بالقول إن من أهم إنجازات الملك على الصعيد الداخلي إطلاقه للحوار الوطني الذي شمل جميع أبناء الوطن بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم، وكذلك تأسيسه لمدينة الطاقة النووية وكذلك الطاقة المتجددة وهذه تعتبر نقلة علمية لأن هذه التقنية سوف تنتقل تدريجيا إلى المملكة.