جدّة مزدحمة في كلِّ الأوقات، وأسوأ أوقات الازدحام -على الإطلاق- هو ليلة الخميس، لِهَوْلِه، وضخامته في كلّ الشوارع، الرئيسة كما الفرعية!. عندما تخرج من بيتك في هذه الليلة، ينقلب فرحُك إلى نَكَد، وسكينتُك إلى توتّر، وتشعر وأنتَ في سيارتك أنها قطرة في بحرٍ من الحديد، وأنّ هناك حُمّى لا ينفع معها أقوى بنادول، أو فيفادول، حُمّى داخل سيارتك تُخرجك عن طَوْرِك بسبب مضايقات السائقين الآخرين، رغم نسيم مُكيِّف سيارتك، وتجعلك تُخاصِم هذا، وتشتم ذاك، وحُمّى أخرى خارجها ناتجة عن مُحرِّكات السيارات، تكاد ترى أبخرتها تعرّج لطبقة الأوزون، لِتَثْقِبَ ما هو غير مثقوب!. وأنتَ خلف (الدركسون) لا حيلة لك سوى الاستسلام لقدرك، والسباحة ببطء مع تيّار السيّارات الجارف، لتقضي مشوارَ الدقائقِ في ساعات!. أمّا ما خرجتَ لأجله، فستُصدُّ نفسُك عنه، سواء زيارة الوالديْن لِبِرّهما، أو الترويح عن أهلك بعد عناء الأسبوع، أو استجابةً لدعوةٍ من قريبٍ أو صديقٍ!. ووسطَ ازدحامٍ كهذا لا سبيل لاختراقه يتساءل المرء: ماذا لو أُصيب أحدهم بنوبة قلبية؟! أو بأزمة ربو؟! أو بجلطة دماغية؟! كيف يُنقل سريعًا لأقرب مستشفى لإنقاذه؟! وهو مُحاصرٌ بأرتالٍ وكُتَلٍ من الحديد من الأربع جهات؟!. يُقابل هذا برودة في الأمانة، تبني مشروعات التخلّص من الازدحام بسرعة السلحفاة، وكلّها جسور، وأنفاق متشابهة، تُثار الشكوك حول فعالية تصاميمها في استيعاب الازدحام، ونقلها لبؤره لا التخلّص منه، فأين مشروعات النقل العام؟! أين المترو فوق وتحت الأرض؟! أين توسيع الشوارع؟! أين الحلول المُبتكرة الأخرى؟! هل هي أوْلى، أم جسر أبحر الملياري خارج جدّة؟! هذا يدلّ على أنّ تحرير جدّة من الازدحام هو في ذيل قائمة اهتمامات الأمانة، إن لم يكن خارجها!. Thursday Night Fever.. فيلم مُرْعِب لا زال يُعرض في قاعات العرض في جدّة، وحاز على جائزة أوسكار الازدحام، وهو نجم الشُبّاك الأول بلا منازع، والمُنتج، والمُخرج، والبطل هو الأمانة، ولا عزاء لأهل وزُوّار جدّة!!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc) 635031 (Mobily) 737221 (Zain)