كثيرةٌ هي تلك المواقفُ التي عانقتُها فاحتضنتني، وأهدتني باقاتِ الورود، وألبستني أكاليلَ الزهور، ثم منحتني كل الحب والأمل على طرقات الحياة.. كما أنها أكثر عددًا تلك التي صارعتُها فصرعتني، وجرَّعتني الحزن والألم مسكوبًا في كؤوس آمالي وأحلامي، ثم قذفت بي أمواجها بعيدًا هناك على شواطئ الخبرات... بهذه.. وتلك... ظننت، بل اعتقدت أني غدوت فارسًا متمرسًا أمتطي جواد الحياة بمكتلٍ مليءٍ بثمار الحكمة والفطنة والفراسة. أجيد قراءة الموقف من أول وهلة.. فلا يصعب عليَّ مَن أسأل.. وكيف.. ومتى..؟ ولكني أخطأتُ التقدير!! أيُّها الحاذق: المواقف وإنْ تشابهت أشكالها، فإنها تتجدّد وتختلف باختلاف ظروفها وأشخاصها... عليك أن تُحدَّق بعينيك في مرائيها، وتدقق النظر في جنباتها، وتقرأها بعقلك فقط.. فقط.. كي تُحسن القراءة، وتُصيب في أحكامك.. لا تُغفل المرائي عزيزي.. وداعًا.. ألقاك لاحقًا.