أكد مدير مكتب مكافحة التسول بمحافظة جدة سعد علي الشهراني القبض على متسولات يرتدين ملابس أنيقة ونظيفة أمام المحلات والمجمعات الكبرى في جدة وخاصة في شارع التحلية مشيرا إلى ضبطهن أثناء قراءة آيات قرآنية وأحاديث نبوية لاستدرار عطف المستوقات. وأضاف أن 98% من هؤلاء المتسولات من جنسيات أفريقية ويجدن التحدث باللهجة السعودية تماما بينما لا تتجاوز نسبة السعوديات 2% وانه في حالة القبض على المتسولات الأجانب يتم تسليمهن فورا للشرطة ومن ثم الجوازات والتي بدورها تقوم بإحالتهن إلى الترحيل، اما في حالة القبض على سعوديات يتم إجراء بحوث على حالتهن وإخلائهن بكفالة ومن ثم اتخاد إجراءات تجاه بعض الحالات بإحالتهن للضمان الاجتماعي وإن كانت يتيمة وصغيرة في السن يتم التنسيق مع دار الايتام لنقلها هناك، وإذا كانت كبيرة في السن تنقل لدار الرعاية الاجتماعية وإن كانت بحاجة للعمل فيتم التنسيق لها مع مكتب العمل لإيجاد وظيفة لهن تقيهن سؤال الناس. وأوضح أن مكتب مكافحة التسول أطلق حملة في منتصف الشهر الماضي للقضاء على التسول والقبض على المتسولين بالتعاون مع عدة جهات أمنية منها الشرطة والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوة المهمات والتحري والمرور والدوريات الأمنية مشيرا انها تنطلق بصفة يومية بقيادة ضابط من الشرطة في جميع أحياء جدة. وكانت العديد من المتسوقات في شارع التحلية بجدة فوجئن بمتسولات يستجدين عطفهن بقراءة سوراً قرآنية وبعض الأحاديث النبوية التي تحث على مساعدة الآخرين وقالت السيدة فاتن الأحمدي: إنها فوجئت لدى تسوقها بسيدة عربية تحمل طفلاً صغيراً أكدت أنه يتيم لأن والده توفي في حادث سير قبل عدة سنوات ثم إنبرت تقرأ آيات قرآنية محورها مساعدة الأيتام وأضافت فاتن : كانت السيدة بارعة في القراءة لامتلاكها صوتاً شجياً يدفع إلى العطف والشفقة وكانت تقرأ بينما الدموع تنهمر من عينيها مما دفعني للتبرع لها ولطفلها. وتحكي السيدة عبير غريب عن تجربة مماثلة عاصرتها بينما كانت تتسوق مع أطفالها في أحد المجمعات التجارية بجدة فتقول: فوجئت بامرأة من جنسية عربية تستوقفني وتروي لي ما تعرضت له من ظلم من أسرة زوجها ثم بدأت تتلو آيات قرآنية تتطرق إلى الظلم وتحث على تقديم العون والمساعدة إلى المظلومين، ومن الغريب انها كانت تظهر بمظهر لا يدل على أنها متسولة وفي نفس الوقت كانت مثقفة ومطلعة ونتيجة لذلك تعاطفت معها وقدمت إليها مبلغاً سخياً عله يساعدها في مصيبتها كإنسانة مظلومة. الكرم والجود وتقول السيدة آمنة الحمدان : بينما كنت وأسرتي في طريقنا للدخول إلى أحد المنتزهات المعروفة بجدة فوجئت بسيدة عربية تستوقفني فظننت في بداية الأمر أنها ستسألني عن أمر ما لأنه لا يبدو عليها أنها متسولة، ولكن المفاجأة كانت غير متوقعة حينما أخذت تتطرق إلى أحاديث نبوية عن الكرم والجود لدى المسلمين بطريقة لبقة وكأنما هي في ندوة دينية واستدلت على ذلك ببعض السور القرآنية والأحاديث النبوية والحكم وفي البداية ظننتها تدعوني وأسرتي إلى ندوة ستقام بداخل المنتزه الذي كنت أقصده أو أنها داعية – ولكن كانت المفاجأة بعد كل ذلك أن طلبت مساعدتي وبالفعل قدمت يد المساعدة إليها. وروت مصليات في بعض المساجد بجدة قصصاً مماثلة بطلاتها بعض النسوة من جنسيات عربية مشيرات إلى أنهن فوجئن بعد انتهاء الصلاة أمام بوابة المسجد بسيدة كانت تقرأ بصوت واضح آيات قرآنية تحث على تقديم المساعدة والعون ولعل ما لفت الانتباه أكثر وزاد من تعاطف المصليات هو ذاك الصوت الشجي الذي كانت تتلو به تلك الآيات القرآنية. من جهتها تقول الأخصائية الاجتماعية هاشمية الحاج بجامعة الملك عبدالعزيز أن التسول بات مهنة وتخصص كأي مهنة أخرى ولذلك نجد المتسولين يسايرون وضع السوق ويحاولون الابتكار لاستدرار عطف الآخرين مثل حمل الأطفال وتصنع الإعاقات والفقر والمرض ،ولما فشلت كل هذه الأساليب وأدركها الجميع لجؤوا إلى هذا الأسلوب الجديد لمعرفتهم بمدى تأثير القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمواعظ والحكم الدينية على الجميع. وأوضحت إن ممارسة التسول وسيلة ممقوتة وبغيضة من وسائل الكسب السهلة مؤكدة ان العقيدة الإسلامية تدعو إلى العمل والكسب المشروع وتنهي عن التسول.