برزت في الآونة الأخيرة بين الفتيات موضة جديدة، هي اقتنائهن لأجهزة الصعق الكهربائي، أو ما يعرف باسم “مسدس الكهرباء”، وحمله داخل حقائبهن، كدفاع شخصي من أجل الشعور بالأمان. حيث أصبحت تلك الأجهزة متوفرة عن طريق بعض الأشخاص الذين أخذوا يعلنون في الإنترنت عن إمكانية توفيرها للراغبات في اقتنائها بسعر 1300 ريال. “المدينة” التقت عددًا من الفتيات اللاتي اقتنين هذه الأجهزة من اجل الدفاع عن النفس وقت اللزوم على حد قولهن. حيث تقول سعاد الحربي: أعمل معلمة بمحافظة الكامل، والتي تبعد عن مقر سكني بجدة حوالى ساعتين إلا ربع. مما يضطرني للخروج من منزلي منذ الخامسة والنصف صباحا لأمر على معلمة أخرى ونستقل السيارة التي تقوم بإيصالنا إلى مدرستنا، فلا نشاهد على طول الطريق سوى منظر الطرق الوعرة والجبال مما يشعرنا بالخوف والرهبة، لهذا قررت أن اشتري جهاز الصعق الكهربائي كنوع من الأمان لاستخدامه وقت اللزوم. وبالفعل بحثت في مواقع النت عن الجهاز ووجدت عددا من المواقع التي توفر الجهاز، وقام زوجي بمراسلتهم والاتفاق على كيفية الشراء حتى وصلني الجهاز. بينما فضلت مها رشاد شراء جهاز الصعق بالكهرباء من الخارج أثناء سفرها إلى إحدى الدول الآسيوية، وتقول: أثناء تجولي بالسوق وجدت هاتفا استغربت من بيعه هكذا في الطرقات، وعند سؤال البائع أوضح انه جهاز للصعق الكهربائي على شكل هاتف فأعجبني شكله واشتريته وخبأته بحقيبة ملابسي، وعند عودتي رأته إحدى الزميلات وأعجبتها فكرة اقتناء مثل هذه الأجهزة فوعدتها عند سفري أن أجلب لها واحدا، وبالفعل عاودت مرة أخرى إلى ذلك البلد الآسيوي بعد عدة أشهر لزيارة أختي التي تقطن هناك من اجل الدراسة، واشتريت عدة أجهزة من اجل بيعها على زميلاتي اللاتي ما أن سمعوا بالجهاز تهافتوا على شرائه بسعر 600 ريال. وبخاصة أن سعره ليس بالمرتفع مقارنة بأسعار الأجهزة التي تباع بالخفاء داخل المملكة. وتؤيد ريم “طالبة جامعية” فكرة شراء جهاز الصعق بالكهرباء وتقول: أصبح من الضروريات التي توجب على الفتاة اقتنائها في الوقت الراهن ضمن احتياجاتها الشخصية التي توضع في الحقيبة، فأنا شخصيا ابحث عمن يدلني على شخص يبيع مثل تلك الأجهزة من باب الاحتياط. وترى الباحثة الاجتماعية سماح عبدالرحمن أن السبب وراء اقتناء الفتيات لأجهزة الصعق بالكهرباء هو فقدها لإحساس الأمان خاصة في ظل الحوادث التي نسمع بها من تحرشات ومعاكسات وغيرها، لهذا أصبح تفكير الفتاة كيف تؤمن لنفسها الحماية من الأشخاص الغرباء، ليصبح جهاز الصعق الكهربائي مصدر الطمأنينة للفتاة وقت الأزمات، وبخاصة أن حجمه صغير إضافة إلى تعدد أشكاله وخروجه عن الشكل المألوف. ومن جهة أخرى أكد الناطق الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن الجهات الأمنية تحذر من اقتناء مثل هذه الأجهزة، وهي “أجهزة الصعق بالكهرباء”، ويتعرض مقتنيها للعقوبة، نظرا لخطورتها على صحة الإنسان، فقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان. موضحًا أن المملكة من الدول التي تنعم بالأمن وأن جميع أجهزة الدولة الأمنية في خدمة المواطنين والمقيمين وتحرص على توفير الأمن للجميع.