تبرأت الحكومة السورية أمس من تصريحات رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ، ابن خال الرئيس بشار الأسد ، والتي ربط فيها بين استقرار بلاده واستقرار إسرائيل ، معلنة عن بدء حوار وطني شامل بكافة أرجاء البلاد خلال الأيام المقبلة. وكان مخلوف قال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إن غاب الاستقرار لدينا هنا (في سورية) فلا مجال لوجود استقرار في إسرائيل" من جانبه ، أكد وزير الإعلام السوري عدنان محمود في مؤتمر صحفي عقده بمبنى رئاسة الحكومة ظهر امس أن "كلام السيد مخلوف يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعبر عن موقف القيادة أو الحكومة السورية"، وذكر محمود أن "الأيام القادمة ستشهد حورا وطنيا شاملا بكل المحافظات السورية" ، مشيرا إلى أن "الرئيس الأسد استقبل وفودا من مختلف المحافظات ومن كافة الفعاليات" خلال الفترة الماضية ، واستمع إلى مختلف وجهات النظر لدى المواطنين.وأضاف الوزير السوري ، في أول لقاء له مع وسائل الإعلام الأجنبية منذ تسلمه مهامه قبل نحو شهر: "نظرا للحالة العامة التي تمر بها البلاد وقيام مجموعات مسلحة بترويع السكان وتحدي الأمن العام ، فقد تم إرسال وحدات من الجيش والأمن والشرطة ضمن خطة لضرب المجموعات المسلحة وإعادة الحياة العامة في البلاد إلى طبيعتها"وعن الموقف الأوروبي ، قال الوزير المقرب من دوائر القصر الرئاسي السوري: "نحن نأسف لمواقف الدول الأوروبية التي بنيت على معلومات من وسائل الإعلام المغرضة ومواقع إلكترونية ، دون التأكد من صحة الأحداث والمعلومات على أرض الواقع ، ورغم ذلك فإن هذا لا يثني عزمنا على ملاحقة العناصر المجرمة وتنفيذ برنامج الإصلاح الشامل" ، على حد قوله وأوضح الوزير السوري أن "الحكومة مصممة على إعادة إحلال الهدوء ، مع الفصل بين الحق في التظاهرات السلمية والتأكيد على الأمن والاستقرار". تقول منظمات حقوق الإنسان إن السلطات السورية قتلت المئات من المتظاهرين السلميين بأساليب وطرق عدة واعتقلت الآلاف ، بينما تؤكد السلطات أن مجموعات مسلحة "إرهابية" هي التي تقتل وتحرق وتروع السكان وهي التي استهدفت العشرات من عناصر وضباط الجيش والأمن والشرطة وعددا من المواطنين. وذكر محمود أن العمليات العسكرية والأمنية أسفرت عن سقوط "عدد كبير من الجرحى والقتلى في صفوف الجيش والأمن والشرطة ، وهذا يعود إلى التعليمات الشديدة بعدم إطلاق النار" ، مضيفا أن "الجيش أكمل انسحابه من درعا ويباشر انسحابه من بانياس ، وليعود لمواقعه العسكرية حتى تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا". ولفت الوزير إلى أن 120 من قوات الجيش والشرطة لقوا حتفهم ، في حين أصيب 1455 فردا بجروح ، منذ بداية الأحداث في سورية ، موضحا أن "سبب وجود هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى في القوات الحكومية يعود إلى التعليمات المشددة من الرئيس بشار الأسد بعدم استخدام السلاح وإطلاق النار على المتظاهرين". كانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن رامي مخلوف قوله إن النخبة الحاكمة في سورية باتت أكثر قربا وتماسكا خلال الأزمات ، وإن السياسات تصاغ كقرار مشترك ، بالرغم من أن الكلمة النهائية تعود للأسد ، و"نعتقد أننا لا يمكننا الاستمرار بدون وحدتنا من دون أن نبقى معا". وأكد مخلوف ، الذي يملك مجموعة شركات في قطاعات متعددة ، خلال مقابلته مع الصحيفة الأمريكية على أن النظام الحاكم لن يغادر السلطة ، قائلا: "نحن لن نغادر ونترك القارب ، لن نقامر... سنجلس هنا ، نحن نسميها معركة حتى النهاية. وعليهم أن يعلموا أنه حينما نعاني ، لن نعاني لوحدنا". يذكر أن عدة تظاهرات خرجت امس في عدد من البلدات والمدن السورية ، تلبية لما بات معروفا هذا الأسبوع ب"جمعة الحرائر" ، والتي تهدف إلى تكريم النساء اللائي سقطن في المظاهرات السلمية، وقتل خلالها 3 متظاهرين بينهم اثنان في حمص بوسط سوريا وثالث في دمشق برصاص اجهزة الامن السورية خلال تفريق متظاهرين.