يبدو أن «ثقافة العنف « باتت جزءاً من الثقافة السائدة ، فالطفل يتعلم ويكبر مع ترسيخ فكرة أن «الضرب « جزء أساسي من العقاب المباح من قبل الوالدين ، وبعد ذلك تنتقل سلطة «الضرب» للجهات المختصة . ومع أن «الجلد « هو فعلاً جزء من الثقافة الدينية أولاً ، لكن التاريخ الإسلامي والتصرفات النبوية أثبتت دوماً أن الفرصة الأولوية هي للعقاب المتدرج الذي يمكن أن يصنع التغيير في سلوك الشخص . الأسبوع الماضي نشرت صحيفة «عكاظ» خبراً عن تنفيذ حكم «الجلد « في خمس يتيمات من بنات قرية «أيتام طيبة « جميعهن تحت سن ثمانية عشر عاماً ، وبحسب الخبر فإنه قد حصلت كل يتيمة على 12 إلى 18 سوطاً إثر تورطهن في أعمال الشغب والاعتداء على مديرة القرية ، وأن سبب اعتدائهن على المديرة بالضرب احتجاجاً على تعيينها مؤخرًا. ومع أن الجهات المختصة وحدها هي من تستطيع تمييز الحقيقة ومدى شدة العقوبة المناسبة ، إلا أن سن الفتيات –تحت 18 عاماً – هو سن مرن للغاية وكان يجب أن يتم إتاحة فرصة لعقوبات أخرى أقل إيلاماً وأكثر فعالية في تعديل السلوك، فبحسب دراسة قامت بها هيئة الطب النفسي الأمريكية (2007) أن أسلوب العقاب العنيف يكون له تأثير قوي على الشخص بحيث يستخدم العدوان الجسدي بعد ذلك للسيطرة على سلوك الشخص الآخر. لابد للمجتمع السعودي –وعلى رأسه الجهات المختصة – أن يُقلل لحد نسبة 10% نسبة العقاب بالعنف ، ف»العنف « هو الأسلوب الأخير والأقدر على ضبط سلوك الأشخاص ولكن بعد أن يتم التأكد أن فداحة السلوك موازية لحد أيلام العقاب .