* كانت ليلة البارحة ليلة غير عادية، كما كان المساء مساءً رائعًا بكل ما تعنيه الكلمة، وكنت أنا ونشوتي في حضور الفرح طفلًا يراقص الريح وفي يمينه تفاصيل الطفولة وفي اليد الأخرى كل ما يهمه، وكانت الصدفة وحدها التي قدمت لي الفنان محمد إحسان في إذاعة (Mbc Fm) وهو يغني للفنان الراحل طلال أغنية عذبة وبروعة الأداء، كانت كلماتها تغادر حنجرته اللدنة معطرة بالنرجس والنداء يزفها للمستمعين (يا عيون النرجسي يا ساهري لا تنعسي)، وحين انتهى بنا المشوار للمنزل آثرت أن أبقى في سيارتي حتى نهاية الأغنية، وكنت بين مصدق ومكذب أن يكون هذا الصوت وهذه الأغنية هي من أداء محمد، الذي ينتمي للملحن الكبير الفنان سامي إحسان والده، الذي تركه يختار طريقه ليصنع مكانته بنفسه دون أن يقدم له الدعم، ومن حقه أن يفعل ذلك ليس إلا لإيمانه بأن الموهبة هي التي تصنع الفنان، وأن الفنان الموهوب حتى وإن تعثر في البدايات يستطيع أن يتغلب على كل الصعوبات ويصل للناس، من خلال ذاته وإمكانياته، وكنت أظن أنه سيمنحه كل ما لديه ليقدمه للناس، لكنه كان ذكيًا حين تركه يُجرِّب كل شيء بنفسه، لدرجة أن عشقه للفن كاد يقتله حين جعله يجامل ويقبل بعض الأعمال، وكم تعب من أجل تلك البدايات التي عاشها بكل تفاصيلها، وحين انتهى للقرار الذي رده للاعتماد على إمكانيات صوته استطاع أن يقدم أغنية جميلة. * يا صديقي محمد إحسان اعذرني إن قلت للناس عنك بعض ما عشته من أجل فنك ومسيرتك الفنية، التي ربما أرهقتك كثيرًا لكي تصبح الفنان الجميل محمد، الذي يريد أن يصنع لنفسه مكانة معتمدًا على نفسه، لا محمد الذي يعرفه الناس أنه ابن الفنان الكبير سامي إحسان والملحن الكبير، الذي قدم للوطن الكثير من المشاهير، وغنى له أكبر الفنانين، والسؤال الجميل متى أسمعك ويسمعك العالم وأنت تغني أغنية رائعة من ألحان والدك سامي إحسان..؟! وكلنا ينتظر اللحظة التي نسمعك تغرد فيها (يالي لا دانه لدان...) متى يا محمد..؟! * (خاتمة الهمزة) هي مني لوالدك الفنان سامي إحسان، ولكل من وقف خلفك، وفي ومقدمتهم الشاعر الجميل سليمان المشدق، هذا الصديق الذي ظل يلازمك وكان حلمه أن تنجح.. وبولادتك اليوم سيكون هو أول الفرحين بك.. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc) 635031 (Mobily) 737221 (Zain)