يفضل عدد كبير من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز السكن الخارجي عن الجامعي وذلك هربا من القيود التي يفرضها الأخير ولا يجب الخروج عنها مثل تحديد فترة زمنية للدخول والخروج، وزيارة الأصدقاء، عدم توفر الخدمات الأخرى التي يحتاجونها في أوقات طارئة (الاحتياجات الصحية والكتب الجامعية) وكذلك وسائل الترفيه التي تساعد على كسر الروتين اليومي المعتاد؟. كما يرى كثيرون أن السكن الجامعي غير لائق من حيث تأهيل المباني السكنية، ولذلك فهم يفضلون السكن الخارجي رغم المبالغ الهائلة التي يدفعونها والاحتياجات الأخرى التي يتطلب توفيرها. ورغم قلة المكافأة المالية التي تصرف للطلاب إلا أنهم يتدبرون أمورهم الحياتية، في السكن الجماعي مع بعضهم البعض، حيث يفضل أبناء المنطقة الواحدة السكن سويا لتقارب العادات والتقاليد وسهولة الانسجام بينهم في كثير من الأمور، بما يمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي بعيدا عن القيود التي قد تكون سببا في العزوف عن الدراسة أحيانا، كما يمكن زيارة الأقارب والأصدقاء لهم في أي وقت. “المدينة” قامت بزيارة لمجموعة من الطلاب الذين فضلوا السكن الخارجي وتجولت داخل هذا السكن الذي يسميه الكثيرون منهم “عزبة” كونهم لا يتقيدون بوقت معين للنوم أو الأكل والشرب. لا أريد تقييد حركتي عادل الحربي (تخصص لغة إنجليزية) يقول: لا أحب أن أكون مقيدا بنظام معين قد يسبب لي نوعا من التشتت الذهني في دراستي الجامعية، فأنا لدي مبدأ في الحياة وهو أن أعيش حياتي اليومية بشكل طبيعي بعيدا عن الروتين والتقيد بالأنظمة الجامعية التي توحي إلي في كثير من الأحيان بأنها أقرب إلى الأنظمة العسكرية أثناء الدورات التدريبية، فأنا طالب جامعي يجب أن أمارس حياتي بشكلها المعتاد كما هي مع الأهل أثناء المراحل التعليمية السابقة، من حيث زيارات الأصدقاء والأهل والأقارب في أي وقت دون التقيد بزمن معين للزيارة. توفر الخدمات وذات الرأي يدعمه عبدالمجيد العوفي (تخصص لغة عربية) قائلا: نحن نفضل السكن الخارجي في منطقة تتوفر فيها جميع الخدمات التي يحتاجها العزاب في غياب الأهل من حيث الأكل والشرب ومغاسل الملابس والوسائل الإعلامية الأخرى التي يجب أن تتوفر لأي طالب جامعي من تلفزيون ونت بشكل مباشر، قريبا من الجامعة. وعن التكلفة المالية وكيفية اختيار من يشاركونه في السكن الخارجي قال: أولا أنا أحرص على أن يكون الشخص الذي أسكن معه من أبناء منطقتي ويحمل عاداتي وتقاليدى لنكون أكثر إنسجاما، اما بالنسبة للتكلفة فنقوم بتقسيمها بيننا، إضافة إلى مساعدة الاهل لنا في كثير من الاحيان. ليست مؤهلة بينما يرى عبدالله الذبياني (كلية العلوم) أن السكن الجامعي ليس مؤهلا بالشكل الذي ينبغي ويطمح إليه أي طالب جامعي، مضيفا “أسمع من زملائي في الدراسة بأنه غير مؤهل بالصورة التي تتناسب مع الطالب الجامعي، إذ تنقصه أحيانا الكثير من الخدمات من انقطاع للنت وعدم توفر العديد من الاحتياجات التي نحتاجها فيما تراها إدارة السكن مخالفة للنظام. ------------------------------------------------------------- د. مهرجي: ما يرونه “قيودا” ليس سوى نظام للمصلحة العامة أوضح عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله مصطفى مهرجي أن ما يسميه بعض الطلاب “قيودا” ليس دقيقا، بل هي أنظمة تصب في مصلحة الطلاب جميعا، من حيث النوم في وقت معين وكذلك الزيارات. وأضاف: بما أن الجامعة تحمل شعار (جامعة بلا تدخين) فقد تم منع التدخين في السكن للحفاظ على خصوصية الطلاب الآخرين والعمل على انسجامهم وراحتهم، كما تم توفير جميع الخدمات التي يحتاجها أي طالب جامعي من حيث حافلات مجانية بين السكن والجامعة من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة مساء، مطاعم مجهزة تقدم وجبتين يوميا تحت إشراف إدارة التغذية، ملاعب وصالات رياضية وترفيهية وقاعات للمطالعة، خدمة الانترنت المجانية، طبيب مناوب في الفترة المسائية، ومعمل للحاسب الالي. وفي ما يتعلق بتأهيل السكن الجامعي، أوضح د. مهرجي أنه يجري التنسيق مع الجهات المعنية للعمل على إعادة تأهيل المباني السكنية خلال فترة زمنية محددة، وفي مثل هذه المشاريع يكون العمل على مراحل متتالية من أجل راحة الطلاب، وتم بحمد الله الانتهاء من تأهيل عدد كبير من هذه المباني.