حذّر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء من التكفير والتبديع والتفسيق للمسلم بغير علم وبدون دراية، لما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على الفرد والمجتمع والدين، وقال : ان اطلاق وصف الشخص بالكافر أمر خطير، وخاصة إذا صدر بغير علم او أهلية شرعية، مضيفا أن هناك من يستسهل اطلاق وصف "يا كافر " و"يا عدو الله" على بعض الناس وهذا أمر خطير، مشيرا الى من يقال له "يا كافر" لابد من التأكد ان هذا الشخص يخالف الاسلام، وعدو لدينه ولشرعه، وطالب سماحته بعدم التهاون في اطلاق هذا الوصف لخطورة ذلك . وتناول سماحة المفتي العام في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض ظاهرة التكفير وأخطارها محذرًا منها وما يترتب عليها من اخطار عظيمة، فضررها على الفرد الذي يحكم عليه بالكفر أنه مخلّد في النار ويفرّق بينه وبين زوجته واولاده ولا يدفن في مقابر المسلمين، إنه لأمر عظيم جدا .. كيف يقبل ان تطلق بلا دليل ولا رؤية، اما عن خطرها على المجتمع فإنها تشتت وتفرّق الكلمة وتحدث البلبلة وتغلق باب الدعوة التي هي بالتي هي أحسن، فالداعية همّه نشر الاسلام والدعوة الى الله، وتوضيح الطريق الصحيح لا التكفير والتفسيق والتبديع، فالداعية عليه ان ينصح ويوضح ويبيّن صحيح الدين ويقيم الحجة على المخطىء، وقال المفتي العام : إن الذين يكفّرون الناس بلا دليل ولا حجة ولا برهان ولا تثبيت يشوّهون صورة الاسلام، ويؤدون الى سفك الدماء لأنهم حكموا بالكفر على أناس فأحلّوا دماءهم واعراضهم واموالهم واهدروا حقوقهم،بلا علم وهذا مذهب الخوارج في القديم والحديث الذين يكفّرون بالذنب والخطيئة، والخوارج أساءوا للإسلام بهذا المذهب الباطل فما رفعوا للاسلام راية ولا حققوا له أي فائدة بل أساءوا إليه، وهم يخالفون مذهب أهل السنة والجماعة، الذي لا يكفّر مسلمًا بمعصية، وحذّر سماحته من التكفير بالهوى وظاهر الأمر دون دليل شرعي من الكتاب والسنة ولا تثبّت، وأكد المفتي العام : على المسلم أن يحفظ لسانه من النطق بكلمة كافر أو عدو الله، وطالب بتوعية المعلمين والمعلمات والخطباء وأهل الإعلام بهذا الخطر ومعالجة هذه الظاهرة، وأن يكون همّ الداعية إقامة الحجة والتعريف بالدعوة وإزالة الشبهة، وعدم الانخداع ببعض من يدّعون العلم والدعوة الذين يقعون في تفسيق الناس ورميهم بالفسق والكفر، وحذّر من أهل الضلال والافساد، وقال سماحته: لا يكون التكفير والتبديع والتفسيق شعارًا لنا من غير علم ولا حجة ولا منهج، مؤكدا ان الحكم الشرعي لا يكون إلّا من العلماء وأصحاب العلم ولا يكون من غير المؤهلين .