ادعاء شخص أنه “المهدي المنتظر” ليس أمرًا جديدًا، وتكرر الأمر مرات كثيرة في داخل المملكة أو في دول عربية وإسلامية أخرى، ولكن الجديد في ظل ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات والقرية الكونية، انتشار هذا الحدث الشخصي، وتجاذب الحديث حوله ما بين مستهجن لهذا الادعاء وبين من يعتبر صاحبه مريض نفسيًا أو يعاني من اختلال عقلي، أو تعرض لضغوط اجتماعية أفقدته اتزانه، وهناك من يصنف الظاهرة على أنها نوع من “الهوس الديني” الذي يخرج صاحبه من عالم المعقول الذي يعيش فيه إلى عالم اللا معقول، وإذا كانت هذه الظاهرة الفردية لا تقتصر على دولة فإنها أيضًا لا تقتصر على مذهب إسلامي، أو دين أو جنسية. ومنذ أيام فوجئ المتابعون لنقل صلاة العصر من الحرم المكي، وبعد أن كبر الإمام تكبيرة الإحرام إذا بشخص يخرج من الصف الثاني خلف الإمام الحرم ويحاول خطف الميكرفون وهو يصرخ “أنا المهدي المنتظر.. أنا المهدي المنتظر” وعلى الفور تمت السيطرة عليه من قوات أمن الحرم، وأُخرج من المكان دون أن يشعر المصلون، وكشف الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة أن المدعي مصري الجنسية وليس مقيمًا بالمملكة ومن القادمين لتأدية العمرة وأنه معتل نفسيًا، وقد وُجدت معه بعض الوصفات الطبية للعلاج النفسي، ولم تمض سوى أيام معدودات على الحادث حتى سجل أحد مراكز الشرطة في المدينةالمنورة بلاغًا تقدم به عدد من المقيمين يفيدون فيه أن أحد زملائهم ويسكن معهم في الفندق يدعي أنه المهدي المنتظر، واتضح انه عربي الجنسية في العقد الثالث من العمر، وتم التحفظ عليه في مركز شرطة المنطقة المركزية وإحالة أوراقه إلى هيئة التحقيق والادّعاء العام؛ لاتخاذ اللازم بعد التأكُّد من قواه العقلية. الحادثان فرديان لشابين عربيين والتحقيقات كشفت أنهما يعانيان من اختلالات نفسية، ولكن مما جعلنا نتوقف عندهما أن الأول اكتشف داخل أطهر بقاع الأرض، وأثناء الصلاة، والثاني اكتشف في المدينةالمنورة، فما مغزى هذين الحادثين من ناحية الزمان والمكان والتوقيت؟ وهل هي حوادث مرضية نفسية خاصة بالشخص نفسه أم أنها “لوثة فكرية” أو “هوس ديني” أو “مرض الشهرة”؟ وما علاقة ذلك بالمهدي المنتظر الذي يظهر آخر الزمان ووردت بشأنه أحاديث كثيرة؟ “الرسالة” طرحت ظاهرة من يدعون “المهدي المنتظر” شرعيًا ونفسيًا واجتماعيًا وتربويًا وإعلاميًا، وكيف يمكن التعامل مع هؤلاء الذين يخرجون بين فينة وأخرى فمنهم من يدعي انه نبي أو رسول ومنهم من يدعي أنه “المهدي المنتظر”، وقد أجمع من تم استطلاع رأيهم من العلماء وطلبة العلم على أن من يخرجون ويدعون “المهدي المنتظر” مرضى نفسيون ومصابون بعلل واختلالات نفسية إما مستمرة أو عارضة، نتيجة مواجهتهم حشودًا لم يألفوها، ولكن الخبراء النفسيين ربطوا هذه الظاهرة بالهوس الديني لدى البعض والتحول من عالم المعقول والواقع المعاش إلى عالم الفنتازيا واللا معقول والإغراق في الأوهام والأحلام وسيطرة الهذيان عليهم. بداية دحض سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشائعات التي تروج لقرب ظهور المهدي المنتظر وأنه سيظهر بالمسجد الحرام وقال: هذه أمور كلها من المغالطات وإضاعة الأوقات والاشتغال بما لا يعود بالنفع. نحن خلقنا لنعبد ربنا وأمرنا بطاعة الله، هذا المطلوب منا، أما متى سيخرج المهدي وهل يخرج اليوم أو غدًا فهذا أمر ليس من مسؤوليتنا ولا ينبغي أن يكون هذا مجال اهتمامنا، بل علينا أن نهتم بما خلقنا لأجله من صلاة وصيام وزكاة وحج وقيام بالواجب وبعد عما حرم الله علينا. علينا أن نتفقه في ديننا وأن نفهم ما أباح الله لنا مما حرم علينا. حقيقة شرعية من جانبه يقول عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان: المهدي المنتظر لا شك في خروجه وأنه من علامات الساعة وهذا أمر نؤمن به والإيمان بذلك من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة. أما تحديد الوقت فهذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. ليس عندنا دليل على تحديد الوقت، بل نؤمن بذلك وأنه حاصل لا محالة. وعلينا ألا نستعجل الأمور ونحدد الأوقات بدون علم أو دليل فهذا من الرجم بالغيب. حالة مرضية وعن الرؤية الشرعية لمن يعلن انه المهدي المنتظر يقول مدير الإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية ومستشار وزير الشؤون الإسلامية الدكتور ماجد بن المرسال إن هذه ظاهرة مرضية، ولا تتعدى ذلك، فمن يدعي أنه المهدي المنتظر عليه أن يحال إلى طبيب أو إلى مصحة نفسية للكشف عن قواه العقلية. فالمرض النفسي مرض وعلة تلم بالإنسان والمعتل يعالج، مطالبًا بوضع الأمور في سياقها لأن هذه ظواهر شاذة وفردية وحالات مرضية لا أكثر. أضغاث أحلام أما المشرف العام على مركز نورين وإمام جامع عثمان بن عفان بالرياض الدكتور يوسف بن محمد المهوس فقال: ما سمعنا عنه من شخص ادعى أنه المهدي المنتظر في المسجد الحرام لا يعدو كونه هلوسة أو اعتلالًا نفسيًا أو مرضًا ذهنيًا ويجب أن يعالج، وظاهرة ادعاء المهدية ليست جديدة بل موجودة منذ زمن طويل، ولو رجعنا للتاريخ سنجد أن الأمر له جذور منذ عبدالله بن سلول وبين كل فينة وأخرى نجد من يدعي ذلك، بل وجدنا من يدعي النبوة وأنه رسول. وأضاف المهوس: الأمر بحق من يدعون أنهم المهدي المنتظر لا يخرج عن ثلاثة أمور؛ الأول: مرض واعتلال نفسي أصاب هؤلاء الأشخاص وجعلهم يهذون بكلمات وعبارات لا يدرون عنها وهم لا يساءلون في ذلك، بحكم أنهم مرضى نفسيون، أو ممن يحبون الظهور الإعلامي ويريدون أن يتحدث الناس عنهم سواء بالسلب أو الإيجاب، فيدعون أنهم رسل أو أنبياء وأن لديهم أشياء خارقة وغير مألوفة، والأمر الثالث يقع من أناس يلتفون حول رجل فيه الصلاح يعيش في وقت فيه ظلم وفتن وما إلى ذلك فيشيع عنه أصحابه لما فيه من صلاح أنه المهدي المنتظر كما حدث مع محمد بن النفس الذكية وغيره، والتاريخ فيه الكثير من هذه النماذج. أما عن المهدي المنتظر الوارد في الأحاديث فيقول المهوس: فكرة المهدي المنتظر صحيحة وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال وقرب نزول عيسى عند اختلاف يقع بين الناس عند موت خليفة، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به أحاديث كثيرة. وهو من بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد فاطمة رضي الله عنها واسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم: محمد، وأبوه عبدالله، هذا حق وسيقع في آخر الزمان، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح للمسلمين من إقامة العدل ونشر الشريعة وإزالة الظلم عن الناس. وجاء في الأحاديث أن الأرض ستملأ عدلًا بعد أن ملئت جورًا في زمانه، وأنه يخرج عند وجود فتنة بين الناس واختلاف على إثر موت الخليفة القائم، فيبايعه أهل الإيمان والعدل بما يظهر لهم فيه من الخير والاستقامة وأنه من بيت النبوة. وأكد الهوس ضرورة أن نتبع ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ورد في سير السلف الصالح ولا نخرج عن ذلك خاصة في المسائل المتعلقة بالعقائد. وسواس قهري ويرى مدير إدارة الدعوة في إفريقيا بوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالمجيد بن محمد العُمري أن ادعاءات الشخص أنه المهدي المنتظر يجب أن ينظر إليها في إطار ظروف الشخص وحالته ومستواه العلمي والثقافي وصحته ونفسيته والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، فهناك أناس مصابون بأمراض نفسية، وهناك من يعانون من الكوابيس، وهناك من يعانون من وساوس الشيطان بل الوسواس القهري، فالحكم على الشخص يكون وفق حالته وظروفه. وأضاف العُمري قائلًا: من خلال جولاتنا الدعوية وتنفيذ المناشط الدعوية في إفريقيا قابلنا مثل هذه الحالات المرضية، وعلمنا أن أصحابها يعانون من اختلالات نفسية وعقلية ويعالجون، بل إنني أذكر عندما كنا في الحج نشرف على وفد من الحجاج من خارج المملكة، وأثناء المناسك إذا بأحد حجاج من موريشيوس يخرج عن المألوف ويهذي بكلمات من هذا القبيل، ويزعم أمورًا وهمية، وانتابته حالة من الهلوسة، ولحسن الحظ كان معنا طبيب من نفس بلده موريشيوس، ويتقن اللهجة المحلية التي يهذي بها الرجل، وتم التعامل مع الموقف بأن حقن ذلك الرجل بحقنة مهدئة نام بعدها فترة ثم استيقظ وعاد إلى طبيعته. فهناك من يصاب بصدمة الحشد فيخرج عن المألوف ويهذي بكلمات غير مألوفة، وهناك من يغرق في الأحلام بل يعيش في الواقع كأنه يعيش في حلم، ويجب إدخال هؤلاء مصحات عقلية للعلاج. مسؤولية قضائية وبدوره يؤكد المستشار القانوني والمفتش القضائي السابق الشيخ سعد بن عبدالعزيز آل فريان أن من يدعي أنه المهدي المنتظر وتثبت عليه هذه الأقوال وفق الشهود العدول أو يقر بذلك كتابة أو قولًا فإنه يحقق معه وفق الأنظمة ويستجوب في بلاغ يدلي فيه بأقواله ثم يحال إلى هيئة التحقيق والادعاء بصفتها الجهة المخولة للتحقيق للتأكد من أقواله وحالته وأهليته ومسؤوليته عن كلامه فان وجدت أن به اعتلالًا صحيًا أو يهذي بكلمات غير مفهومة أو يظهر عليه اضطراب نفسي فإنه يحال إلى المستشفى المختص للكشف عليه من قبل الاختصاصيين وكتابة تقرير بحالته الصحية، فالتقرير الطبي هو الذي يحدد إن كان معتلًا نفسيًا أو غير مسؤول على أقواله وادعاءاته من عدمه، فإن كان معتلًا أو مضطربًا أو مختلًا عقليًا أو يهذي بكلمات لا يعرف معناها فإنه يعالج طبيًا ويكون غير مسؤول عن أقواله، فهو مريض ممن رفع عنهم القلم حتى يعالج ويشفى من سقمه. أما إن كان عاقلًا لديه صفات الأهلية وأقواله تنم عن اقتناع وأنه يدرك ما يقوله فيحال إلى القضاء الشرعي الذي ينظر قضيته، وفق الأدلة والقرائن والإثباتات والشهود، ووضعه وينظر إن كانت تلك أول مرة يدعي هذه الأقوال أم أنه قد سبق له ذلك، والعقوبات هنا تعزيرية، والقاضي الشرعي هو الذي يحدد ويحكم بما يراه من واقع القضية. وأشار آل فريان إلى أن القضايا التي نشرت في الصحف من الواضح أنها لأناس مختلين عقليًا ويعانون من أمراض نفسية وهذيان أو انفصام في الشخصية، ومن ثم فإن هؤلاء يعالجون فهم غير مسؤولين عن ادعاءاتهم وقال: القاضي هو من يحكم أن مدعي المهدي المنتظر في وعيه أم لا. مختص نفساني يشخص حالتهم ويطالب بالحجر عليهم العريفي: ادعاء المهدية في الحرم المكي أو النبوي لا ينبغي أن يمر بسهولة قال أستاذ علم النفس الجنائي بكلية الملك فهد الأمنية ورئيس قسم الدراسات الأكاديمية ان الحالات التي نسمع عنها ممن يدعون أنهم “المهدي المنتظر” من الواضح طبقا للرؤية النفسية والتحليل النفسي للشخصية أنها لأناس يعانون من اضطرابات في الشخصية في كثير من الحالات، وهذا الاضطراب قد يظهر على الشخص فجأة، وقد لا يظهر عليه عند تعامله مع أشخاص عاديين ولكن يظهر في لحظات معينة أو مواقف محددة، فتصدر عن الشخص كلمات غير مفهومة أو هلوسة وادعاءات كاذبة وغير حقيقية، وهي كلها هذيان وتخاريف، فالشخص في هذه الحالات يكون انتقل من عالم الواقع إلى عالم الهلوسة، ومن المألوف إلى غير المألوف، وهو عالم مليء بالأفكار غير العقلانية وغير المفهومة، ومثل هذا الشخص قد يتطرف في سلوكه وفكره إلى أفكار وسلوكيات غير طبيعية، فقد تصدر عنه تصرفات صعب قبولها. هل الشخص الذي يدعي انه المهدي المنتظر ممكن يكون طبيعيًا؟ الحالات التي نراها تصدر من أناس مرضى نفسيًا أو لديهم هلوسة لذلك فإن ادعاءاتهم لا يمكن الأخذ بها، ولكن إذا كان الشخص يقول ذلك عن فكر واقتناع وذهن صحيح فالأمر يختلف تماما. هناك من يرى أن زيادة الجرعة الدينية قد تؤدي إلى ما يسمى ب “الهوس الديني”؟ قد يصل الأمر إلى ذلك فهناك من يصابون بالهوس الديني وهؤلاء مرضى يجب علاجهم، فالشخص الذي يتعدى بالقول أو الفعل إلى غير المعقول يكون مصابًا بالهوس. هل يمكن القول إن من يدعي المهدية قد دخل إلى العالم الافتراضي والفانتازيا؟ مثل هذا الشخص يعاني من حالة مرضية خرجت به من المعقول إلى غير المعقول. ألا يمثل هذا الشخص خطرًا على نفسه والمجتمع؟ مثل ذلك الشخص يصير خطرًا على نفسه وعلى المجتمع، وقد يوقع الأذى بنفسه أو بغيره، ولا بد من وضعه في مصحة وإخضاعه للعلاج، والحجر عليه ومنعه من الخروج حتى يتعافى من المرض. هل حالة هؤلاء قابلة للتعقيد والتأزم؟ إذا لم يعالجوا فإن حالتهم ستتأزم ويشكلون خطرًا على المجتمع وبخاصة أنهم يتحدثون في أمور صعبة مثل الادعاء بأنهم “المهدي المنتظر” أو يدعون النبوة، فقد يخرج منهم من يقول إنه صاحب رسالة. كيف تكون طريقة علاج هؤلاء مسؤولين عن تصرفاتهم أو غير مسؤولين؟ عندما يحقق مع المدعي يخضع للكشف الطبي على يد الأطباء، فقد لا يكون مريضًا. هل يمكن ان يدعي الشخص المرض؟ نعم من الممكن أن لا يكون مريضًا ولكن يريد إثارة الفتنة أو إحداث الشغب، وبخاصة إذا كان في مكان مقدس مثل المسجد الحرام أو المسجد النبوي، وقد يكون مدسوسًا أو موجهًا من جماعات لها أغراض خبيثة، وفي هذه الحالة يقوم رجال التحقيق بالتثبت من حقيقة مدعي المهدية وحقيقته. المهدي .. صفاته وعلاماته ويورد الباحث الشرعي الشيخ محمد بن إبراهيم السبر ما ورد بشأن صفات المهدي المنتظر كما ثبتت في الأحاديث ذِكره ووصفه، ويقول: الأحاديث الواردة في المهدي بلغت حدّ التواتر. والتواتر يعني أن هذه الأحاديث تُفيد العلم اليقيني والقطع بخبره. أما صفاته فمما ذكره عنه عليه الصلاة والسلام: • وصف جبهته وأنفه: قال عليه الصلاة والسلام: المهدي مِنّي أجلى الجبهة أقنى الأنف؛ يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين. رواه الإمام أحمد وأبو داود. • ذِكر اسمه: في قوله عليه الصلاة والسلام: يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. رواه الإمام أحمد والترمذي. وفي بعض الروايات: واسم أبيه اسم أبي. أي يوافق اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون اسمه (محمد بن عبدالله) لا كما زعمه بعض من ادّعى المهدية قديمًا وحديثًا. 4- مدة حُكمه ووصف عهده: في قوله عليه الصلاة والسلام: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا، أو ثمانيًا، يعني حجة. رواه الحاكم وصححه الألباني. وسوف يلتقي المهدي بعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.