وتطول قائمة عطاءات ملك مسيرة البناء والتطوير بالإنجازات المتميزة إلى عالم التفرد الملك عبدالله بن عبدالعزيز «أدامه الله»، وتبرز خلال هذه المسيرة التنموية تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) كتأكيد عملي لتفرد هذه العطاءات على مستوى العالم؛ لكونها جامعة تسهم في تقديم العلوم والتقنية من خلال البحوث الجريئة والتعاونية، كما تسهم في توعية القادة في مجال العلوم والتقنية، وتساعد على تنويع الاقتصاد السعودي، وتتصدى للتحديات ذات الأهمية الإقليمية والعالمية لما فيه مصلحة بلادنا الغالية، والمنطقة والعالم أجمع، هذه بكل بساطة أولويات مهام التأسيس لهذا الصرح العلمي العالمي الهام على أرض مملكة الإنسانية، حيث تتضمن السياسة العامة للجامعة تطوير وتقوية وتنويع قدراتها البحثية في حرمها الجامعي، بحيث تكون وثيقة الصلة بكل مجتمع الأبحاث العالمي وبرامجها التعليمية للدراسات العليا. ولازالت أذكر الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» في حفل الافتتاح الكبير، حينما قال أمام حضور الحفل وضيوفه من كبار قادة العالم وغيرهم: (إنه رغبة مني في إحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة التي ميّزت العالمين العربي والإسلامي في العصور الأولى، فقد رأيت أن أعمل على تأسيس جامعة للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية)، وقد كانت هذه الخطوة الهامة في مسيرة البناء والتطوير لهذا القائد من خلال تأسيس هذه الجامعة تهدف إلى محاربة التطرف والانغلاق، حيث عملت الجامعة كصرح علمي عالمي لتؤكد سعيها لخدمة أبناء هذه البلاد الطاهرة ونفع جميع شعوب العالم عملاً بأحكام ديننا الحنيف، ومن هذا المنطلق كانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» تهدف إلى نموذج دائم للتعليم الراقي، والبحث العلمي المتقدم، وذلك من خلال إقامة مجمع سكني وأكاديمي كامل يتيح لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وإدارتها وطلابها والمشاركين فيها، وعائلاتهم التمتع بنطاق عريض ثري من البرامج التعليمية والخدمات العصرية للمجتمع الداخلي في حرم الجامعة. وممّا يلفت الاهتمام أن هذه الجامعة العملاقة، وضعت نصب عينيها أن تكون محض أبحاث للدراسات العليا، وتسعى إلى تقديم المساهمات الملموسة في التقدم العلمي والتقني عالميًّا، وأن تتمكن من أداء الدور الهام في تطور المملكة، وكافة الدول التي تحتاج لتلك البحوث والدراسات، وممّا يدعو للفخر والاعتزاز هو أن تنفيذ البحوث الأساسية والبحوث الموجهة في الجامعة نحو تحقيق أهداف محددة في مجال العلوم والتقنية تضاهي البحوث التي تجريها أفضل (10) جامعات للعلوم والتقنية في العالم. هذه الأرضية الصلبة لمثل هذا الصرح العلمي العالمي تؤكد بأن مسيرة البناء والتطوير تسير -بإذن الله تعالى- في الاتجاه الصحيح خلال مسيرة هذه القيادة الطموحة التي أسست قواعد العلم في أرجاء هذا الوطن المعطاء. فاكس: 2886633 /02