أعلن الرئيس الأمريكي أوباما أمس مصرع أسامة بن لادن في هجوم على مجمع سكني كان يقيم فيه خارج العاصمة الباكستانية إسلام أباد. مات أسامة لكن القاعدة لم تمت لأنها تنظيم سرت في مفاصله روح المباغتة والانتقام في كثير من مناطق العالم، واستطاعت استقطاب الكثير من الشباب إليها من مختلف الجنسيات. مشكلة القاعدة أنها لا تملك مشروعاً ولا تقدم بديلاً ولا تحمل ثقافة قابلة للانتشار بين الناس سوى ثقافة التفجير والتدمير والقتل، ولذلك تأتي نهايات أعضائها على غرار ما يعملون من أجله. المسلم يحتاج إلى أن يكون قوياً ذكياً صاحب حضور وصاحب مبادرات، لكن ليس بالقتل والتفجير والتدمير الذي يكون من بين ضحاياه أبرياء كثيرون لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بما يحارب القاعديون من أجله. أكبر مشكلات القاعدة أنها فتحت تحت مسمى الإرهاب أبواباً واسعة للفساد والإفساد والسجن والاعتقال والتنصت والملاحقة، وباتت كثير من الأنظمة والمنظمات لا تجد حرجاً في فعل ما تشاء كما تشاء طالما أن القاعدة أو الإرهاب هي المبرر لذلك. بل إن بعض الساسة والكتاب والباحثين عن المصالح سعوا في تحسين صورتهم لدى رعاة الهيمنة الدولية على أنهم محاربون للقاعدة محاربون للإرهاب، بل ربما أبلغوا عن أناس لا شأن لهم بشيء من ذلك إما نكاية أو تقرباً وزلفى . كم من الأموال صُرفت، كم من المجمّعات السكنية شديدة التحصين والحراسة أقيمت، كم من الشوارع أغلقت، كم من وسائل النقل فتشت عدة مرات، كل ذلك باسم مكافحة الإرهاب الذي أصبح قوة عظمى ضمن القوى التي نراها ولا نراها ونسمع بها ولا نعلم عنها، وبين السطور كثير مما لا يقال أو يقال بعد حين.