تكبّدت مملكة البحرين خسائر اقتصادية فادحة؛ نتيجة الاضطرابات التي شهدتها البلاد، بحيث وصل مجموعها إلى نحو 1.4 مليار دولار حسب دراسة رسمية أعدتها الجهات المختصة. وبيّنت الدراسة أن ما أعدته هو خسائر مباشرة ناجمة عن انخفاض الإشغال في الفنادق بنسبة 90%، وإلغاء سباق الفورمولا -1 الذي يضخ في دورة الاقتصاد البحريني 600 مليون دولار سنويًّا، وإلغاء الرحلات البحرية، وإلغاء ثلاثة معارض دولية، وانخفاض سعر الدينار، وارتفاع تكلفة تأمين ديون البحرين السيادية، وهبوط أسعار الصكوك البحرينية المقومة بالدولار -والتي تُستحق في عام 2014- إلى أدنى مستوى لها منذ مارس 2011م، وانخفاض القيمة السوقية الإجمالية لبورصة البحرين بنحو 100 مليون دينار في يوم واحد، وهو يوم 20 مارس. يضاف إلى ذلك عزوف الناس عن الشراء (عدا المواد الغذائية والوقود)، وإصابة ما بين 80 - 90% من قطاع الصناعة بالشلل، وتوقف عدد كبير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوقف قدوم الاستثمارات الأجنبية التي يحتاجها الاقتصاد لتنويع قاعدته، وإتاحة المزيد من فرص العمل. ومُني قطاع النقل البري بخسائر كبيرة أيضًا بلغت نحو 84 ألف دينار يوميًّا، أي نحو نصف مليون دينار في أسبوع.. وتراجعت مبيعات العقارات بسبب الظروف المضطربة، وانخفاض أسعارها بنسبة 40%، وبناء على هذه الخسائر تراجع توقعات النمو الاقتصادي، حيث كان من المفترض وفقًا لدراسة أعدها صندوق النقد الدولي أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي البحريني 24.4 مليار دولار في 2011، محققًا معدل نمو 5.1%، وهو المعدل الأعلى في منظومة مجلس التعاون الخليجي بعد قطر، ولكن في ظل إصابة كثير من الأنشطة الاقتصادية بالشلل، توقع المحللون أن يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي للبحرين هذا العام إلى 3.4%. وهناك أيضًا خسائر غير مباشرة ستظهر نتائجها في المستقبل، تتعلق باحتمال إقدام بعض الشركات على الإقفال، وارتفاع نسبة البطالة، وزيادة عجز الدولة. وهنا تكمن أهمية المساعدة المالية التي أقرها مجلس التعاون الخليجي لمملكة البحرين والبالغ قيمتها 10 مليارات دولار والتي ستكون مخصصة لدعم التعليم، والاستشفاء، وتأهيل البنى التحتية، وتوفير فرص عمل جديدة، وبناء مساكن لذوي الدخل المحدود. وبذلك يتضح أن ما قام به المحرضون على الاضطرابات قد ترك انعكاسات ستحتاج البحرين بنتيجته إلى سنوات من أجل إعادة استرداد المكانة التي كانت عليها، والتي تم التفريط بها خلال أيام. حمى الله مملكة البحرين، وحفظها وأهلها من العابثين الحاقدين. [email protected]