أشارت وكالة رويترز إلى تصريحات وزيرة التربية الألمانية انيت شافان التي أعلنت عن رغبتها في قيام أئمة مؤهلين بتقديم دروس عن الدين الإسلامي في المدارس الحكومية، لكنها اشترطت أن يكون هؤلاء الأئمة من المواطنين الألمان وأن يكونوا قد درسوا المرحلة الجامعية داخل ألمانيا. وأشارت الوكالة إلى أن المدارس في ألمانيا تقوم بتدريس الديانة الكاثوليكية والبروتستانتية، حيث لا تتبع الدولة مبدأ فصل الدين عن الدولة. وقالت شافان: يمكن توظيف الأئمة الأكفاء في المدارس بدوام جزئي مثل الكهنة شريطة أن يكونوا قد تخرجوا من جامعات ألمانية. وتشهد ألمانيا حاليًا تأسيس أربعة معاهد لتعليم الشريعة في جامعات توبينغ وارلنغن ومونستر وفرانكفورت بدعم من وزارة الأبحاث، وذلك لتوفير معلومات صحيحة عن الإسلام للطلاب الألمان، ولتوفير حاجيات أبناء الجالية الإسلامية التي يبلغ عدد أفرادها 4.3 مليون مسلم يحمل حوالى نصفهم الجنسية الألمانية. وتولي ألمانيا اهتمامًا كبيرًا بقضية استيعاب المسلمين في المجتمع. وتمضي الوكالة قائلة: كان وزير الاندماج في حكومة ولاية هسن يورغ أوفه هان الذي ينتمي للحزب الليبرالي الحر قد صرح بأنه ما زال يبحث عن شركاء من المنظمات الإسلامية، لإقامة هذا المشروع التعليمي، في ولاية تضم حوالى 60 ألف مدرسة إسلامية، حسب مصادر وزارة الثقافة في الولاية. وتربط رويترز بين رغبة وزيرة التربية في تقديم دروس عن الإسلام وبين التوصية التي أصدرها مجلس استشاري أكاديمي، ورفعها للحكومة الألمانية بأهمية إقامة مراكز للدراسات الإسلامية من أجل تعليم الباحثين والمدرسين والدعاة المسلمين في الجالية المسلمة، العديد من العوامل المعقدة، وتقول: هناك قناعة راسخة لدى الحكومة الألمانية تفيد بأن تدريس الإسلام باللغة الألمانية، يعتبر وسيلة أساسية تساعد المهاجرين المسلمين، وأبنائهم على الاندماج في المجتمع، وما يعزز هذه القناعة تصريح الوزيرة السابق الذي أشارت فيه إلى أنها تعتبر تدريس الإسلام في ألمانيا جزءًا من سياسة دمج حديثة. وتشير مصادر ألمانية إلى أن دراسة ألمانية نشرتها صحيفة "دي فيلت" ذات التوجه المحافظ، توصلت إلى أن توفير المعلومات الصحيحة عن الإسلام وتقديمها كمادة في المدارس العامة الألمانية، من الممكن أن يحمي البلاد من مخاطر الإرهاب والتطرف الديني. وكان (معهد أبحاث الإرهاب) الألماني قد أعد دراسة تدحض المزاعم التي يروجها بعض المتوجسين من الإسلام والمسلمين، والتي تزعم أن يتسبب "تدريس الإسلام" في المدارس قد يساعد في زيادة التطرف وسط الشباب المسلمين. وأثبتت الدراسة أن من يبدأ في التعرف على الدين الإسلامي في سن مبكرة لا يقع بسهولة فريسة في أيدي "دعاة الكراهية". وتواصل الوكالة قائلة: تعود الرغبة السياسية الألمانية في تدريس الإسلام إلى تاريخ العلاقة القديمة بين ألمانيا والمسلمين. وتشير المصادر الألمانية والتقارير إلى أن تدريس الإسلام فكرة طرحها كثيرون في ألمانيا قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولذلك، لا يمكن وصف الفكرة بأنها جديدة، لأن الدستور الألماني يكفل منذ وضعه عام 1949م حرية ممارسة الشعائر الدينية، لكل من يعيش في البلاد.