الشباب السعودي “متقاعس” و”كسول”, هكذا وصف الشيخ صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرف السعودية التجارية و رئيس مجلس إدارة غرفة جدة الشباب السعودي خلال لقاء «تجربتي» الذي نظمه مجلس شباب أعمال الشرقية يوم الأحد الثالث من أبريل 2011 حينما صرح قائلاً: “إن من أهم أسباب ابتعاد الشباب السعودي عن الوظائف في القطاع الخاص والعمل الحر هو التقاعس والكسل خصوصا في الأعمال التي ينظر لها المجتمع بدونية مثل تجارة بيع الخضار وغيرها من المهن وأنهم غالباً يبحثون عن الوظائف المكتبية المريحة ولا يريدون العمل على فترتين في اليوم”. واقعياً, يبدو لي أن الشيخ صالح كامل لم يكن يعلم أن هناك شبابا سعوديا وبكل فخر يعمل في سوق الخضار وفي باقى الوظائف الدونية وعلى رأسها النظافة شاملة تطهير الحمامات ورفع الزبالة. أعتقد والله أعلم أن الشيخ صالح لم يقرأ ماتداولته الصحف المحلية عن الشباب السعودي في سوق الخضار, ومنها حوار صحيفة المدينة مع الشباب السعودي في سوق الخضار بتاريخ الثالث من أبريل 2010 أي قبل عام واحد من تصريحه ومعاناتهم مع عصابات أسعار الجملة من ذوي الجنسيات الآسيوية. لم يقرأ الشيخ صالح كلمات المواطن الشاب بلغيث المعلم الذي يبيع الخضار منذ سنوات براتب ثابت 1,500 ريال شهرياً, أو تصريح المواطن الشاب عبدالعزيز معطي الذي يعمل في سوق الخضار لأكثر من ثلاث عشرة ساعة متواصلة يومياً ضرب بها رب عمله قوانين العمل الدولية والمحلية والحقوق الإنسانية الحائط, حيث تشير المادة رقم (98) من نظام العمل السعودي بأنه: «لايجوز تشغيل العامل تشغيلاً فعلياً اكثر من ثماني ساعات في اليوم الواحد اذا اعتمد صاحب العمل المعيار اليومي أو اكثر من ثمان واربعين ساعة في الاسبوع». لا أعتقد أن الشيخ صالح كامل يعلم بأن هناك عشرات الشباب السعوديين من حاملي الشهادات الثانوية تقدموا لوظيفة عامل نظافة براتب 1,700 ريال شهرياً في حداد بني مالك بجنوب الطائف بحسب ما تناقلته بعض الصحف المحلية بتاريخ يوم الأربعاء 28/10/2009 ونقلته أيضاً وكالة الأنباء العالمية يونايتد انترناشيونال برس (يو بي أي). ولا أعتقد أن الشيخ صالح قد رأى وسمع المقابلة التلفزيونية مع عمال النظافة السعوديين في الهيئة الملكية بينبع والتي عرضها وناقشها الإعلامي علي العلياني في برنامج يا هلا على قناة روتانا خليجية في شهر مارس الماضي حيث أنهم يتقاضون 1,500 ريال منذ خمس سنوات من دون أي علاوة. ولا أعتقد أن الشيخ صالح قد قرأ خبر إفتراش عشرات الآلاف فجر الثلاثاء 18 أبريل 2006 لمدة يومين متتالين من أجل التقديم على وظيفة جندي (خمسمائة وظيفة فقط) وأسفر التكدس عن إصابة العشرات. كل هذه الأمثلة تدل على مدى رغبة ومقدرة المواطن الشاب للعمل مهما كانت ظروفه حتى وإن وصلت إلى مسح الأحذية ولا ضير في ذلك وقد سبقهم في هذه المهنة رئيس سابع أقوى دولة إقتصادية في العالم البرازيلي لولا دي سيلفا. ليس الكسل والتقاعس مكمن العلة, فقد سبق وأن صرح علناً معالي وزير العمل السابق د.غازي القصيبي رحمه الله في إحدى جلسات منتدى جدة الإقتصادي وتحديداً بتاريخ يوم الأحد 20 فبراير 2005 قائلاً: «السعوديون ليسوا كسالى ونتمنى ألا يضطرنا القطاع الخاص للتدخلات «الجراحية» الأليمة», لقد حدد معاليه مكمن العلة الحقيقية وأتبع كلمته ذلك اليوم قائلاً: «بعض أصدقائي من القطاع الخاص يعتبرون الاجراءات التي نتخذها لتأهيل السعوديين لسوق العمل تدخلا في عملهم بالرغم أنها ليست تدخلات جراحية مثل التي تحدث في البحرين بفرض رسوم على العمالة الأجنبية ونتمنى من أصدقائنا في القطاع الخاص ألا يضطرونا لهذه التدخلات الأليمة.. خاصة وأننا قلصنا طموحنا في سعودة سيارات الأجرة من 100٪ عندما تراجعنا بعض الشيء..» رحمة الله عليه. وفي الختام, أود أن أخطرالشيخ صالح كامل بأن أول مدير أجنبي عملت تحت إدارته خلال مسيرتي العملية أتى إلى المملكة بتأشيرة «سباك» وهو يحمل شهادة ماجستير في الهندسة, وأحد زملائي الأجانب في القطاع الخاص دخل المملكة بتأشيرة «خادمة منزلية» على الرغم من أنه مهندس ألكترونيات, هكذا هو قطاعكم الخاص سيدي الفاضل. [email protected]