اعتاد الكثير من العائلات السعودية التجمّع في العطل الأسبوعية في أماكن عدة مثل الاستراحات والشاليهات أو حتى في المنازل، وتحديد المكان بحسب الدخل المادي لهذه العائلات، وتقام هذه الاجتماعات عادةً للتواصل وحفظ صلة الرحم وللدردشة (الفضفضة) وللتشاور في بعض الأحيان، و لكن ما يبدأ بالسلام والضحك ثم دردشة على خفيف وبعدها نصل إلى ما يصل له غالب هذه العائلات من الفضفضة التي تنتهي بالبكاء. هذه التجمعات التي تمثل اللُّحمة العائلية وهي التي تبقت لنا في هذا العصر للتواصل مع من نحب حيث إن العولمة وما صاحبها من تقنيات الاتصال ومشاغل الحياة الكثيرة وما فيها من أعباء، أثرت تأثيرًا طرديًّا على تقطع أواصر المحبة بين الناس وانقطاع صلة الرحم بين الكثير من الأقارب وحتى أقارب الدرجة الأولى (الأصول والفروع) فأصبح الأقارب يكتفون بالاتصال الهاتفي بين فترات طويلة، وبالتالي الاستغناء عن الزيارات، والأعذار هي الانشغال في طلب لقمة العيش ومحاولة تحسين الدخل بتوفير عمل جزئي أو بالمتاجرة في الأسهم وطرق أخرى، بل والبحث عن وظائف لأبنائهم لأنهم أصبحوا يشكلون عالة على أسرهم، وهؤلاء الأبناء منهم من حصل على فرصة تعليم، ومنهم من لم يحصل على أي فرصة، مع العلم بأنها حق مشروع لجميع أبناء هذا الوطن، ولا ننسى ما يعانيه الكبير والصغير، الرجل والمرأة من تردي الخدمات الصحية على مستوى المستشفيات الحكومية نزولاً للمستوصفات والمراكز الحكومية والخاصة على حد سواء، كل هذه المعكرات الأزلية (تعليم + صحة + بطالة + غلاء معيشة = معكرات أزلية) هي محور الحديث الرئيسي في هذه التجمعات، ولا أبالغ إن قلت إن جميع هذه العائلات التي خرجت لتبحث عن المتعة (تغيير الجو والوناسة) كلها تعاني من جميع أطراف المعادلة السابقة. المكرمات الملكية الأخيرة أصابت المعادلة في صميمها بعد أن حللت ميكانيكية تفاعلها، بل وزادت إلى أكثر من ذلك، فعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد شملت إنهاء معوقات شراء الأرض وامتلاك المنزل وغطت بعض مشكلات الطبقة الفقيرة التي تعيش على الضمان الاجتماعي، ووصلت هذه المكرمات إلى القضايا الدينية، وعالجت المشكلات المتعلقة بالترقيات في جميع القطاعات العسكرية، ولم تنسَ حتى موظفي البنود. أعتقد أن المعادلة مع أنها أزلية إلاّ أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التفكك، إلاّ أن هناك مَن يعمل على إضافة بعض العناصر (من عند نفسه) لتعقيد المعادلة وجعلها عسيرة التفكيك، ولكنها ليست مستحلية التفكيك! فلا بد من الوقوف أمام هؤلاء أخيرًا، الملك -أطال الله في عمره- أمر ونحن نستحق، ولن نرضى حتى نفكك معادلة المعكرات الأزلية. سلطان آل قحطان - الرياض