جميل أن نصل بمعتقداتنا ومبادئنا لقوة معينة ثابتة وراسخة وجميل ان يكون ايماننا بافكارنا قويا .. ولكن هنالك حقيقة أن العالم من حولنا اصبح سريع التطور والتغيير . ونحتاج للمرونة في حياتنا في كثير من الأحيان ان لم يكن جميعها. عندما نشاهد مقياس درجة الحرارة الزئبقي ( الثرمومتر ) نجد ان قياسه لدرجة الحرارة الطبيعية في جسم الانسان هي ثابتة ومعلومة لدى الجميع 37 درجة , ولكن ايضا ان قل بمقدار شرطة او زاد فليس هناك من خطورة لانه ما زال في المدى الطبيعي فلو جعلنا قياسنا لافكارنا ومعتقداتنا مثل درجة الحرارة في الجهاز فحتما ستنكشف لنا حقائق جديدة يوما بعد يوم وسنكتسب الكثير والكثير ,, لا تجعل عقلك وتفكيرك مغلاق كالحجر ولكن اجعله كالوعاء الذي يمكنه استقبال ما يصب فيه ولا يشترط الاحتفاظ به او العمل به ,, فاجعل المرونة هي ما يميز افكارك ومعتقداتك فمتى ما شعرت الافكار من حولك انك تمتلك تلك الخاصية فتأكد انها ستنجذب اليك من كل الزوايا» فكن على استعداد دائما لتقبل الرأي الاخر وناقشه ولا مانع ان قللت من هذا الاعتقاد او ذاك او زدت فيه طالما انك في المدى الطبيعي وبعيد عن الانحراف في افكارك ,, عندما نجعل مجالنا اوسع في التفكير وتقبل الرأي الاخر فسنجد هنالك مفتاح الكنوز الفكرية والحقائق ,, فهناك فرق شاسع بين الاستقبال و التقبل والعمل ,, فان تستقبل شيئا ان تكون منفتحا عليه ان تتقبله تكون راضيا عنه ولا تعمل به اما ان تعمله وهو الاشمل في المعاني السابقة فيعني انك استقبلته ورضيت عنه وعملت به ,, فالتغيير في كثير من الاحيان مطلوب ومقاومة التغيير كثير ما تحبس الرقي الانساني والتقدم والتطور الحياتي ,, فعش متمسكا بمبادئك ومؤمنا بثقافة الاختلاف ولا تحاربه ولكن زنه عبدالله المغربي - جدة