ما طالعتنا به وسائل الإعلام في الأيام الماضية من خبر إحباط تهريب كميات مخيفة من المخدرات بمختلف أنواعها ومسمياتها أمر جد خطير يستدعي وقفة وطنية وإنسانية كبيرة على مستوى الأفراد والجماعات. الوطن مستهدف وشبابه هم عدة المستقبل والمعول عليهم بعد الله في بنائه والأخذ به إلى مصاف الدول المتقدمة. تلك الكميات الرهيبة في عددها وتنوعها وطريقة تهريبها تثير في النفس شيئًا كبيرًا من التساؤل المحفوف بالمخاوف على أبنائنا وبناتنا. من هؤلاء الذين سول لهم شيطانهم خيانة الوطن والمواطن ووضعوا أيديهم في أيدي دعاة الشر ليدمروا عقول أبنائنا؟ كيف كانوا يخططون؟ ولمصلحة من؟ هل الربح المادي هو محركهم؟ أشك في أن يكون هذا هو السبب الوحيد!! هذه الكميات شاء الله عز وجل في عليائه أن يحفظ بلادنا وشبابنا منها، فمنَّ علينا بأن سدَّد ووفق رجال الأمن في الحدود والجمارك وكافة منافذ الوطن ليحبطوا بفضل الله ومنته علينا مخطط الأعداء ويبطل كيدهم لأن هذه المخططات الإرهابية الجديدة هي من قِبَل أناس حاقدين وحاسدين يريدون بنا شرًا مستطيرًا، ولكن هيهات لهم ذلك والله هو حامينا وناصرنا من بين أيدينا ومن خلفنا والدعاء له سر عظيم يعلمه فقط من توجّه بقلب سليم لمولاه فحقق له مراده. رسالة أوجهها في هذه الأسطر لكل فرد من أفراد المجتمع وخاصة رجال ونساء التربية والتعليم أنتم مؤتمنون على عقول أبنائنا وبناتنا ودوركم لا يستهان به لنشر الوعي والتثقيف بضرر المخدرات وأنها شر قاتل ومدمر للعقل البشري وللنفس الإنسانية السوية التي ائتمنا عليها رب البشرية. برامج لابد أن تكون فاعلة ومواكبة لروح العصر بعيدًا عن المحاضرات التقليدية والندوات التي لا يفهمها ولا يستسيغ آليتها شباب اليوم، لنتحدث معهم بلغتهم التي يحبون ولنكن أكثر قربًا منهم نشغلهم في طاعة حتى لا يشغلوا في معصية. يشاركون في هذه الحملة الوطنية التي نرفع لها شعارًا من بنات أفكار الشباب أنفسهم وبدون تدخل منا هم قادرون على أن يدافعوا عن أنفسهم ولديهم رغبة في المساهمة في هذه الحملة المضادة لحملة المغرضين، لديهم قدرات وطاقات إبداعية وأفكار خلاقة وروح متفائلة بالحياة ولديهم إصرار عجيب ومثير ويدعو للفخر بهم، لأنهم ينبضون بروح عصرية وهم أقرب إلى أقرانهم من غيرهم الأكبر سنًا. بحاجة لدعم نفسي وتوجيه وإرشاد ونصح وإبداء رأي من خلاصة خبرتنا في الحياة. شباب الوطن بنين وبنات أوصيكم بأنفسكم خيرًا، لا تسلموا أنفسكم أبدًا لأعداء الدين والإنسان والوطن، أنتم فرحة قلوبنا جميعًا فلا تحرقوا قلوب أمهاتكم وآبائكم، هم يريدون بكم ولكم خيرًا يطمحون بأن يروكم في مصاف المنتجين الفاعلين البانين للوطن، لا يريدون لكم نهاية مأساوية ولا دخول مصحات لعلاج الإدمان، أنتم في أمان وسلام طالما حرصتم على البعد عن أماكن الرذيلة والفساد والضياع، المخدرات دمار وهلاك، وموت محقق، وخاتمة سوء نعوذ بالله منها. أما المفسدون في الأرض والمروجون للمخدرات والمتاجرون فيها، أقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم وفي أبناء الوطن، اكفونا شركم واصرفوا عنا كيدكم. نسأل الله أن يحصيكم عددًا ويصرفكم عنّا، ولا يبقي منكم أحدًا يكيد أو يهدد أمننا وفلذات أكبادنا وعقلاءنا. اللهم إنا في حفظك فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك. اللهم اصرف عنّا كل سوء ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يخشاك.. اللهم آمين. [email protected]