إذا كان من الصعب أن تكتب عن صديق لتثني على أعماله ومنجزاته، فمن الأصعب أن تكتب عن صديق لترثيه. لذا فإذا كنت قد كتبت، أكثر من مرة، أعلق على مقال هنا .. أو فكرة هناك كتبها الصديق محمد صادق دياب، فإنني أجد قلمي يخوض صراعاً مع الحروف والكلمات وتستعصي عليه الجمل التي يمكن أن تُعبر عن الحزن الذي اجتاحني عندما سمعت نبأ وفاة الصديق محمد دياب الذي كانت جدة تسكنه .. فأصبح اليوم هو من يسكنها .. أو يسكن ترابها. مات أبو غنوة بعيداً عن محبوبته جدة .. لكنها كانت تعيش في قلبه، يأخذها معه أينما رحل. فقد كانت آخر حروف له عن جدة من خلال روايته «مقام حجاز»، التي تناولت مراحل متباعدة من تاريخ الحجاز، وخصوصاً مدينة جدة، بداية من عام 1513م - حيث بناء سور جدة - إلى 2011م. لم أكن أعلم عندما قابلته في مقهى «الحرافيش» في القاهرة، أنها ستكون المرة الأخيرة التي أراه فيها حيث سمعت بعدها عن خبر مرضه وعلاجه في لندن . وكانت سويعات تواعدنا على أن تتكرر في زيارته القادمة لقاهرة المعز .. وأجدها اليوم لن تتكرر. وإن كنت قد كتبت عن الصديق محمد صادق دياب في حياته إعجابا بقلمه وفكره، فأجدني لا أستوفيه حقه في كلمات سريعة لا تتناسب مع عطائه. لذا فعندما تختلط عليك الحروف ولا تستطيع أن تعبر عن مكنون ما يعتلج في فؤادك أو يُعبر عن مشاعرك .. فخير لك أن تتوقف. لذا لا يبقى إلا الدعاء للفقيد بالرحمة ولأهله وبناته بالصبر والسلوان. [email protected]