أبدى عدد من المبتعثين السعوديين في مصر عدم رضاهم عن منظومة العمل داخل الملحقية الثقافية، مشيرين إلى غياب جسور التواصل بينهم وبين المشرفين، مطالبين بتفعيل الدور الذي تقوم بها الملحقية تجاه الطلاب الذين تتخطى اعدادهم سقف السبعة آلاف طالب وشكى المتحدثون من الروتين الذي يعطل إنجاز معاملاتهم، وهواتف السفارة التي لا تجيب وبطء التفاعل التقني في الرد على رسائلهم وشكاواهم البريدية مطالبين اخضاع مشرفي الملحقية لدورات تخصصية تؤهلهم بحثيًا وعلميًا للقيام بمهام عملهم.. «المدينة» تفتح تحقيقها بغية رصد الحراك اليومي للطلاب السعوديين الدارسين بمصر والوقوف على مطالباتهم والصعوبات التي يواجهونها من «الملحقية» ملاذهم الأول. دور أكثر فاعلية الطالب مفلح بن زابن القحطاني المبتعث من كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد والذي يدرس الدكتوراة في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة يقول: الملحقية الثقافية تقوم بدور جيد وحيوي وهي مجتهدة في نشاطها غير أنني أتمنى أن يكون دورها أكثر فاعلية في تشجيع الطلبة على الدراسة وتفعيل الإشراف من قبل المشرفين الدارسين في الملحقية وتثمين دور الطلبة المتميزين والاحتفاء بهم علميًّا وإعلاميًّا وتقديم إنجازاتهم على النحو المرجو والذي يزيد هذا النوع من الطلاب حماسًا ونشاطًا علميًّا كما أتمنى أن يستشعر المشرفون الدراسيون في الملحقية أهمية دورهم وأن يعقدوا لقاءات دورية مع الطلاب الذين يشرفون عليهم حتى تتجسد وظيفة الإشراف على النحو الجيد «الملحقية ترفض» وعرض زهير العمري الذي يستعد للدكتوراة في الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة مشكلة تخص زوجته التي تدرس كمبتعثة في القاهرة قائلًا:رغم القرار الملكي السامي بضم جميع الدارسين على حسابهم الخاص، حيث سبق أن تقدمت زوجتي بأربعة طلبات إلى وزارة التعليم العالي عن طريق الملحقية الثقافية بالقاهرة، والملحقية بدورها ترفض بحجة أن المدة المتبقية لبعثة الزوج لا تكفي لدراسة الزوجة، رغم أن المتبقي من بعثتي 8 أشهر، ووزارة التعليم العالي تشترط ألا تقل المدة عن 6 أشهر، رغم ذلك الملحقية ترفض التماسها. أما بخصوصي كدارس بالقاهرة الأمور تسير على ما يرام ولا توجد أي مشكلات، وأضاف: أعيش في مصر بلد الكنانة وسط زملاء وأصدقاء يجمعنا كل الحب والود، واستغل بعض الأوقات في التواصل الثقافي والاجتماعي مع الزملاء سواء من المملكة أو العرب، وقال: كنت أخشى على مصر بلدي الثاني من الأحداث التي عمت المحافظات، وقررت العودة إلى المملكة يوم 2 فبراير الماضي بناء على طلب السفارة بإجلاء رعاياها، وبعد العودة أعيش حياة طبيعية فنحن نعد أنفسنا ضمن سكان هذا البلد ونقدر شعبه الذي يبادرنا نفس الود والحب، مردفًا: «أنقذونا من الموظفين» ويعتب مروعي إبراهيم موسى الذي يستعد للدكتوراة في البلاغة والنقد الادبي على السفارة السعودية بالقاهرة من عدة نواحٍ خاصة منذ الأزمة التي ألمت بمصر حيث وضعت بعض الأرقام من اجل الاتصال بها من خلال أرقام تم بثها عبر الفضائيات، ولكن للأسف تلك الأرقام كنا نتصل بها ولم يرد الطرف الثاني، وقال: هناك مشكلة أخرى واجهتنا كدارسين سعوديين في مصر هي عدم وجود أموال كافية مع الطلاب من اجل السفر إلى المملكة حيث إن البنوك كانت قد أغلقت بسبب الأحداث وقمنا كدارسين بالتعاون مع بعضنا البعض من اجل توفير متطلبات السفر، فلم تسأل الملحقية أو السفارة عن مساعدتنا في الخروج سالمين، حيث إن معظمنا سافر على حسابه الخاص، وكان من المفترض أن تنقلنا السفارة إلى نقطة آمنة سواء داخل مصر أو خارجها كتأمين لحياتنا وهذا لم يحدث، البوابة الإلكترونية مشكلات أخرى يحكيها مروعي تتمثل فى تعامل الموظفين في الملحقية مع المبتعثين بشىء غير لائق مما يسبب مشكلات وانزعاجًا لدى كثير منا، حيث نقوم بإرسال مشكلاتنا عبر البوابة الالكترونية وبعدها ب48 ساعة من المفترض أن نتلقى الحل، ولكن نتصل بالمسؤولين مرات ومرات حتى تتم حل المشكلة أو الذهاب أكثر من مرة، وأضاف هناك مشكلة أخرى حيث يقوم المبتعث بالكشف الطبي عند احد الأطباء وبعدها يتم اعتماد فاتورة من الطبيب حتى يتسنى للمبتعث اخذ مستحقاته من الملحقية، والأفضل يجب عمل تأمين صحي شامل من خلال التعاقد مع مستشفيات خاصة داخل مصر والتعامل مع عدد كبير من الأطباء في مختلف التخصصات على أن تتحمل الملحقية ذلك. غياب الدورات وأضاف الدكتور أحمد عبدالرحمن الذي حصل مؤخرًا على رسالة الدكتوراة قائلًا: هناك دعم كبير وقوي من جانب الملحقية الثقافية السعودية لطلابها الدارسين في القاهرة، ونحن نلمس ذلك جيدًا، ولكن الملحقية الثقافية لا يوجد بها موظفون للإشراف على طلبة الدراسات العليا، كما مطلوب دورات متخصصة لهم، ونحن في حاجة إلى ملحقيات بها مستوى اكاديمي وعلمي وبحثي على مستوى عال. «التفرقة العنصرية» صخيبر مقبل الصعكيري ماجستير بتجارة جامعة القاهرة يقول: لا نعرف مشرفًا داخل الملحقية ونحن عشرة دارسين، ولا نستطيع التواصل معها سبب كثرة المواد الدراسية، كما أن معظم الموظفين لا يعرفون مشكلاتنا، ومنهم من يتجاهلها ولا يوجد من يرشدنا عن الدراسة بالجامعات المصرية، وأشار إلى أن هناك مشكلة أخرى داخل الجامعات المصرية حيث التفرقة العنصرية داخل الجامعة، وبصفتي ادرس في جامعة القاهرة ألاحظ ذلك جيدًا أولها في كشف الحضور حيث نجد الطلبة المصريين أولًا ثم الطلاب العرب في النهاية ولا يتم ذلك حسب الحروف الأبجدية، علاوة على التفرقة في لجان الامتحان فنجد الطلاب المصريين في ناحية ونحن كدارسين سعوديين في ناحية أخرى والمراقبين يشددون على الطلاب العرب أكثر من المصريين وقال صخيبر: نعيش بين إخواننا في مصر ولا ينقصنا شيء. مضيعة للوقت علي صديق السويسري ماجستير كلية التجارة بالقاهرة قال: لم أحب أن أتردد على الملحقية لأنني أحس من خلال التردد عليها أنني أضيع الوقت وكل تعاملي على الايميل، واضغط على نفسي عند الذهاب إليها لكي أقابل بعض المسؤولين لكي اذكره بواجباته، فهم إما ينسون أو متناسين، حيث لا يوجد اي نوع من التواصل فالموظف في الملحقية يتقاضى راتبه من اجل راحة الدارسين، ولكن ما يحدث داخل الملحقية هو نوع من «العكننة». مشكلات تعترضنا سعيد سعد الاكليمي «يستعد لمناقشة الدكتوراة» يقول: هناك مشكلات تعترض المبتعثين أثناء الدراسة وأخرى بعدها، أما الأولى فهي تتمثل في عدم فهم الطالب لنظام الدراسة بالجامعات المصرية، أما الثانية وهي مشكلات ما بعد الدراسة وهي تواجه معظم الدارسين في صعوبة الحصول على وظيفة لأسباب معروفة منها لكون الخريج حصل على الشهادة من جامعة عربية سواء كانت مصرية أو غيرها، رغم أن هؤلاء لم يقيموا مستوى خريج الجامعات المصرية، كذلك النظرة الدنوية غير الحقيقية من قبل البعض لشهادات الدول العربية. وأضاف أن الوضع في مصر آمن أكثر من اي دولة أخرى