فهد زيدان - جدة الأديب محمد أحمد مشاط: أطفأت “أتاريك جدة” مصابيحها القديمة في أزقتها ذات الرواشين الخشبية البديعة، منذ زمن بعيد، وبقي مصباح حزين عليها، كان يتعقب التاريخ الذي كان يقول عنه “إنه لم يكن يتمشى في أزقتها وحاراتها”، ولكنه لم يدعه حتى أجلسه ليكتب تاريخها. كان عشقه لهذه المدينة لا يوصف ولا يحدّ بحدود. لقد كان أحيانًا في نظر أناس كثيرين ساذجًا، ولكن ذلك العشق منحه حب تلك الحارات والأزقة وحب ساكنيها، ثم حب الذين جاؤوا في طفرة من الزمان ولم يتنفسوا عبق الأصالة والبلد والأزقة والحارات ولم يطّلعوا على أعراف أهل الحارة. تبكيك يا محمد كل تلك الجموع والأماكن.. وتبكيك من بعدها الصحافة والثقافة والحروف والإبداع.. وتبكيك الأواصر التي جمعتك بالناس بنفس أبيّه شفّافة وبعاطفة مدرارة وفيّه وبقلب دائم التدفق.