تدهورت الاوضاع فى ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة فجر أمس بصورة خطيرة، تنذر بصدامات واسعة بين المتظاهرين الرافضين مغادرة الميدان وقوات الجيش المصرى. وأعلنت مصادر طبية مصرية مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة 13 بينهم ثلاثة في حالة خطيرة جراء مصادمات مع قوات الجيش اندلعت ليل الجمعة السبت في ميدان التحرير وسط القاهرة، وقال شهود عيان: إن المتظاهرين احرقوا خلال المصادمات ثلاث حافلات تابعة للجيش المصري، حيث تجمع نحو مئتي شخص فجر أمس مطالبين بتنحي المشير حسين طنطاوي، وقال بعض المتظاهرين : إنهم ينوون الاعتصام في ساحة التحرير حتى يتنحى المشير طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تسلم الحكم من مبارك عندما استقال في 11 فبراير. وقال الطالب المتظاهر مالك عصام : "أنا أتيت لساحة التحرير لأننا نشهد ثورة مضادة"، وواكبه طالب آخر يدعى أنس محمد قائلا :"كنت انتظر لأرى الوجه الآخر للجيش واذا استمر هكذا فانه سيرى الوجه الآخر للشعب". وأفاد شهود عيان أن الشرطة العسكرية اطلقت النار في الهواء بأسلحة رشاشة فجر أمس لتفريق مئات المتظاهرين الذين استمروا في ميدان التحرير غداة تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف مطالبين بمحاكمة مبارك ومسؤولين سابقين. ورغم تعليمات قياداتهم بعدم التظاهر بالزي العسكري تدخل الجمعة سبعة ملازمين من على منصة ميدان التحرير مطالبين "بمحاكمة الفاسدين" وتطهير الجيش، وفي الايام السابقة بثت اشرطة فيديو على موقع يوتيوب اتهم فيها اشخاص قالوا انهم ضباط، قيادة الجيش بخيانة الثورة الشعبية، وحاول الجيش دخول الميدان مرتين مساء الجمعة للقبض على الضباط لكن الحشود الموجودة في الميدان رفضت تسليمهم وأجبرت القوات على العودة من حيث أتت. وبعد بدء حظر التجوال هجمت حشود عسكرية مدعمة بحشود من الأمن المركزي في الثالثة من صباح السبت على المعتصمين وفرقتهم وألقت القبض على عدد من ضباط الجيش وعدد من المعتصمين وسط إطلاق كثيف للرصاص سمعه كل سكان المناطق القريبة من الميدان. وبعد هذا الهجوم اصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة القرار رقم 34 في الساعة الخامسة من فجر السبت باعتقال رجل الاعمال والقيادى البارز بالحزب الوطنى ابراهيم كامل وثلاثة من أعوانه بتهمة ممارسة أعمال البلطجة والارهاب بين المعتصمين فى ميدان التحرير. وقال البيان الذي نشر على صفحة المجلس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنه "أمر بضبط وإحضار المدعو إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني والذي وردت معلومات تؤكد تورطه مع بعض من أتباعه في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة للجماهير في ميدان التحرير أمس"، وأوضح البيان أن قرار الضبط والإحضار شمل 3 من مساعدي كامل الذي يعد أحد كبار رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني الحاكم سابقا والمتهم الرئيسي بحسب بلاغات متعددة بالمسؤولية عن أحداث سابقة عرفت باسم "موقعة الجمل" قبل تنحي الرئيس المصري السابق عن منصبه. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه أنه "سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني ويؤكد أيضا أن القوات المسلحة سوف تظل دوما ودائما درعا قويا متماسكا يحمي ويذود عن البلاد وضامنا لأمن واستقرار وسلام وطموحات شعب مصر العظيم". وتعجب كثيرون في تعليقات على البيان على صفحة المجلس من الصيغة التي كتب بها حيث وردت فيه لأول مرة جملة "فلول النظام السابق والحزب الوطني" في وصف رجل الأعمال البارز كما أن موعد ظهوره غير معتاد حيث صدر في الخامسة فجرا. وبلغ عدد التعليقات على البيان بعد أقل من ساعة من نشره 1500 تعليق كانت في معظمهما رافضة لما ورد فيه نظرا لأن قوات من الجيش فضت اعتصاما في الميدان قبل صدوره بساعة واحدة بالقوة وفقا لشهود عيان ولقطات فيديو وثقت العملية التي شارك فيها عدد كبير من جنود الأمن المركزي في أول ظهور مباشر لهم في ميدان التحرير منذ يوم 28 يناير الماضي. وعرض المحتجون في الميدان الذي تتناثر فيه الحجارة الأظرف الفارغة لطلقات ذخيرة حية قالوا إنها استخدمت اثناء الليل. وأشار متظاهر لبركة دماء. وأحصى شاهد نحو 12 شاحنة تحمل قوات تصطف في شارع قريب من الميدان. وقال محتج في ميدان التحرير "الحمد الله قاومناهم (الجيش) ولا زلنا هنا." وسحب بعض المحتجين اسلاكا شائكة تركها الجيش دون استخدام لسد الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير وبدأوا يفحصون بطاقات هوية من يتوافدون إلى الميدان كما كان يحدث إبان الاحتجاجات للاطاحة بمبارك. وقال المحامي محمد عبد الكريم 31 عاما "لن نغادر هنا مرة أخرى حتى تتخذ خطوات ملموسة لمحاكمة مبارك وكبار المسؤولين". وقال إنه عضو في لجنة لحماية حقوق المصابين في الاحتجاجات. وقال محمود سلامة وهو يعمل في شركة سياحة من ميدان التحرير: "سنبقى هنا إلى أن يحاكم مبارك".