لا يشكر الله من لا يشكر الناس لقد تضمنت أوامر خادم الحرمين الشريفين وفقه الله التأكيد على الثوابت، التي قامت عليها هذه البلاد المباركة من الاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرع الله الذي هو دستور هذه البلاد، وذلك من خلال تأكيده على مرجعية العلماء وإعلاء مكانتهم والدعم السخي لمؤسسات الفتوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والعناية بتحفيظ القرآن، ومن حق خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني وسائر المسؤولين في هذه الدولة، رعاية حق البيعة لهم والسمع والطاعة بالمعروف والدعاء لهم بأن يوفقهم الله ويسددهم ويرزقهم البطانة الناصحة، وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا ويجمع شملنا على منهاج السنة والجماعة، وأن نكون مع حكومتنا وعلمائنا يدًا واحدة في حماية ثوابتنا وأمننا ومكاسبنا وحماية شبابنا من غوائل الأفكار الهدامة. نعم في هذه الظروف والمخاطر التي تتعرض لها بلادنا وثوابتنا ومصالحنا عرف ولاتنا وعرف الشعب السعودي كله، بل العالم اجمع من هم الناصحون للولاة والحريصون حقًا على دين البلاد وأمنها ومصالحها وحماية بيضتها من دعاة الفتنة والفساد الذين يدعون للغوغائية والمظاهرات والإخلال بالأمن، وكما قال الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من عدوي ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله حسبنا ونعم الوكيل، قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فنحمد الله على ما أولانا من النعم الجزيلة ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه الأوامر والمنح الكريمة والرعاية الحانية في تقديره لشعبه الكريم في وقفتهم مع ولاتهم وبلادهم أمام دعاة الفتنة، وبخاصة تقديره لعلمائنا ودعاتنا ورجال الأمن، ونأمل من المسؤولين في الدولة الإسراع في تنفيذ الأوامر الملكية بجد وحزم وبكل أمانة وإخلاص. • أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض.